يعود أصل وصف الكاميرا كوصف أوّلي إلى ابن الهيثم، والّذي اهتمّ بدراسة علم البصريّات، ويعتبر الاسم الأصلي للكاميرا هو قاميرا، والّذي يعني الغرفة المظلمة. وكلمة كاميرا التي نتداولها حاليّاً تعرف على ما هى إلّا تحريف للاسم الأصلي وهو قاميرا، وبدأ استلهام فكرة الكاميرا من العصور القديمة؛ حيث إنّ الرسومات والنقوش التي كانت تنقش على الجدران بمثابة الصور كانت تستخدم كوسيلة لحفظ الصور في العصور القديمة.
قام ابن الهيثم بملاحظة سقوط الضوء على الجدار الّذي كان حاملاً لظل صورة الشجرة، ممّا جعله يفكّر في ذلك الأمر، وأدّى ذلك إلى قيامه بوضع قوانين خاصّة، وتمّ وضع كل أفكاره في الكتاب الّذي ألّفه وسمّاه المناظر، بعد ملاحظات ابن الهيثم لموضوع الصور قام العديد من العلماء بعده بتطوير أبحاثه ودراساته؛ حيث إنّه تم إدخال الضوء إلى الكاميرا عن طريق العالم روبرت بويل، ثمّ تطوّرت الكاميرا على أيدي العديد من العلماء الآخرين، أمثال: جوهان تزان الّذي عمل على ابتكار كاميرا مصنوعة من الخشب، والّتي كانت تحتوي على ترتيبٍ للألوان، وبعد ذلك تمّ ابتكار ما يسمّى بالداجيروتايب؛ وهو عبارة عن نظام للتصوير الضوئي كان يصوّر على النحاس من قبل العالم لويس داجير، وبعد ذلك بفترة تمّ ابتكار الصور الورقيّة؛ أي المطبوعة على الورق، والتي سمّاها العالم وليم فوكس تالبوت بالكالوتايب.
وكان جوزيف نيبس هو أوّل من ابتكر الصور الفوتوغرافيّة الحقيقيّة، والّذي عمل على استخدام فكرة تعريض الطباشير والفضّة إلى الظلام، وبعد ذلك تعريضها إلى الضوء بشكلٍ مفاجئ حتّى يتم تثبيت الصورة، وبعد ذلك ظهرت فكرة الصورة على الزّجاج، والتي سمّيت باسم كولوديون؛ حيث قام العالم فريدريك سكوت باختراعها. بعد كلّ هذه الاختراعات والاكتشافات التي قام بها العلماء فإنّه تمّ ابتكار الفيلم الّذي يكون على شكل بطاقات صغيرة الحجم، والتي تكون متتاليةً في ترتيبها.
وقام العالم ماكسويل بأوّل تجربة للصورة الملوّنة، وهكذا كان التطوّر التدريجي للكاميرا من معدّات بسيطة كالخشب، وحتّى الوصول إلى أكثر الوسائل التكنولوجيّة حداثة وتطوّراً، مع العلم أنّ تطوير الكاميرا لا يبقى محصوراً في زاوية معيّنة؛ بل إنّها تتطوّر بشكل يومي بسبب الاختراعات الحديثة والطرق ووسائل والأساليب التي يتمّ إجراء التعديلات والحداثة عليها، ليتمّ الحصول على جودة احسن وأفضل وأعلى للصورة. وتوجد الكاميرا بأشكال وأحجام وألوان ومميّزات مختلفة تماماً عن الأنواع الأخرى؛ إذ إنّ لكلّ شركة ما يميّزها وتختص به عن الشركات الأخرى، وهاذا كلّه بسبب التطوّر الهائل الّذي يشهده العالم.