إنّ الأمر الذي يهم الشخص الفعلي والذي يجب أن يكون محور الأساس هو ليس الدخل ال1ذي يدخل عليك بل طريقة التعامل مع الدخل ، إنّ من أسس النجاح وقواعدها طريقة التصرّف مع المال ، فعندما تستطيع التصرّف بحكمة مع المال الموجود معك أصبح خاد لك وإذا أسأت التصرّف فيه كان المال أسوأ لكَ من الشيطان نفسهُ .
كيف تصبح وتكون إقتصادياً ناجحا
قبل أن تفكّر في الطريقة الصحيحة للمال يجب أن تعرف سرّ النجاح الموجود في داخلك ، والنجاح كبصمة اليد تختلف من شخص الى آخر ، فحتّى تستطيع التصرّف بالمال يجب أن تعرف النجاح كيف هو وتسأل نفسك تعرف ما هو ؟!!! ، فبهذه الطريقة تعرف كيف تجعل المال خادم لك لكي تصل الى النجاح فرسم الطريق يرسم النفقات التي سوف تصرفها ، فعندما تخطّط لمستقبلك فثق تماماً أن المال سيصبح خادم لك وإيّاك أن تعتبر المال غاية بل إجعلها وسيلة لا أكثر ، فالأشخاص السعداء بغضّ النظر إن كانوا يملكون المال أو لا يملكونهُ هم أناس عرفوا كيف يتصرفون بالمال الموجود عندهم ، فالشخص الناجح بوجهة نظرهِ هو الشخص الأقدر على معرفة إنفاق المال .
من الأمور الغريبة والتي لم أعرفها إلاّ من خلال التجربة أنني عندما كنت أعمل ولأوّل مرّة أحصل فيها على المال ما يقارب 350 دينار ذهبت الى السوق واشتريت جهاز ذكي بقيمة 150 دينار دون وعي منّي بالتخطيط المسبق لما سوف يحدث بعدها ، وفي آخر 10 أيام من الشهر قد تذكرتُ أنّني أشتريت شيء لا يلزمني وقد مررت بحالة عصيبة جداً ، فسألت نفسي لماذا إشتريتهُ !!! فالسؤال هنا أهمّ من المشكلة التي تقع فيها ، فعندما تشتري شيء معيّن وبعد مرور الوقت تسأل نفسك لماذا أشتريتهُ مع أنّكَ لست بحاجة إليه ، فعندما تعرف الجواب ستعرف تعرف ما هو خللك ويجب عليك أن تصلّح الخلل الموجود عندك قد يكون بسبب فراغ عاطفي أو فراغ وقت أو حبّ الإمتلاك والإنبهار بالأشياء فجميع هذه الأمور نحن ضحايا لها ، فقبل أن تشتري الشيء الذي جاء عينكَ عليهِ هل هو مفيدُُ لي !!! هل يلزمني !!! ولماذا أشتريه !!! فإن كنت تعرف الأجوبة ولا أحد أعلم بنفسك أكثر منك فهنا تعرف الجواب وربما تقلو في نفسك لا لست بحاجةِِ اليهِ وتجده أمر تافه بعد أن كان يلهمك من النظرة الأولى ، فمن أساسيات أن تكون إقتصادي ناجح هو أن تعرف ما الغرض من الشيء وما الهدف منهُ فعندها فقط تكون إقتصادي ناجح .
الإنسان الواعي والعبقري هو الذي يخطّط قبل الوقوع في المشاكل وعيوب وقبل حدوثها لتصبح بعد ذلك أمر من المستحيل معالجتها ، فعليك أن تفكّر أكثر ممّا تعمل ، وعليك أن تقتصد أكثر ممّا تنفق ، فلو فرضنا أنّك تقتضي راتباً معيّناً فأوّل ما يجب أن تخطّط لهُ أن تصرف أقل ممّا تأخذ بأقل ب 15-20% من الرّاتب الذي تتقاضاهُ فعندها تصبح الحياة سهلة ولا شيء فيها صعب ، فلا تغرّكَ من يمتلك الأموال والسيارات الفاخرة بأنّهم سعداء فصدقاً هم يعانون من مرض إسمهُ جمع المال ، والمال إذا أتى ولم تعرف كيف تجعل منهُ شيء يسعدك أصبح عدوّاً لك ويجعلك من إنسان الى شخص مجرّد من المشاعر ، فتعلّم أن تكتفي بما عندك وأن تكون قنوع فالقناعة صدقاً كنز لا يفنى ، فالغنى غنا النفس وإيّاكَ أن تخسر نفسك من أجل المال أو أن تكون من أولئك أصحاب الشهوات ، فإن كان المال هو كلّ شيء تعتبرهُ في حياتك فصدقاً لن تمتلك من هذه الدنيا سوى المال ، ونظرتك للحياة هي أساس كلّ شيء فأنا أعتبر النجاح بنظري هو الإستقلال والحريّة والعمل الخلّاق (الشريف) بغضّ النظر عمّا ممكن أكسبهُ مع الأيّام فلست من أولئك الذين يذهبون الى العمل لمجرّد المال ، فأنا في نجاحي أريد السعادة وليس المال ، فيجب أن تعرف أسس النجاح بنظرك وامشي عليها ولا تقارن نفسك بغيرك بشيء حتّى لا تخسر نفسك ، فأنت احسن وأفضل من غيرك بكثير وانظر الى النعم التي أنعمها الله عليك والتي لا تشترى من الناس ستجد نفسك أنّكَ أغنى أهل الأرض ، وغيرك احسن وأفضل منك فهذه الحياة هي بيد الله وتعلّم أن تكتفي بما عندك وأرزقك اللهُ بهِ فقد تكون أسعد الناس وأنتَ لا تعلم .