من مكتشف أمريكا

العالم الجديد هو الاسم الثاني لأمريكا، وذلك لحداثة عهد اكتشافها، وأمريكا هو ذلك الاسم الّذي يطلق على الأراضي الواقعة في النصف الغربي على سطح الكرة الأرضية، وهذه الأراضي تقسم إلى قسمين: القارّة الأمريكية الشماليّة، والقارة الأمريكية الجنوبيّة، إضافةً إلى مجموعة من الجزر وبعض المناطق التي تحيط بهما، فعادةً ما يتمّ إطلاق اسم الأمريكيّتين على القارتين الشمالية والجنوبية معاً، أمّا اسم أمريكا فهو عادةً ما يدل على الولايات المتحدة الأمريكية، ومساحة هاتين القارّتين كبيرة؛ إذ تغطّي الأراضي الأمريكيّة ما يقارب 8.3% من مساحة سطح الأرض، أي ما يقارب 28.4% من مساحة سطح اليابسة، ويقدّر عدد قاطنيها بـ 900 مليون نسمة، أي تشكّل ما نسبته 13.5% من سكان العالم.

وكما ذكرنا سابقاً فإنّ اكتشاف أمريكا حديث العهد، وأوّل من قام باكتشافها هو البحّارة كريستوفر كولومبوس، وهو رحّالة إيطالي الأصل، ومسقط رأسه في مدينة جنوة في إيطاليا، وتخرّج من جامعة بافيا التي درس فيها العلوم الطبيعيّة والرياضيات، ومن أوّل إنجازاته: عبور المحيط الأطلسي، وبعد ذلك الوصول إلى الجزر الكاريبية، لكن من أهمّها: القيام باكتشاف القارّة الأمريكيّة الشمالية، لذا دائماً ما يرتبط لدى جميع الناس اسم كولومبوس بالعالم الجديد؛ أي أمريكا.

اكتشاف العالم الجديد

لم يكن اكتشاف العالم الجديد بالأمر السهل؛ إذ تطلّب ذلك من كولومبوس القيام بالعديد من الرّحلات البحرية، وتجهيز العديد من السفن، فعلى الرّغم من أن هذه الفكرة لم تكن موجودةً لدى كولومبوس من قبل إلّا أنّ هنالك العديد من الما هى اسباب الّتي ولّدت لديه هذه الفكرة، كما أنها حفزته بشكل كبير جداً للسعي وراء تحقيقها، وهذه الما هى اسباب هي:

• الرّغبة في أن يكون ثرياً، كما أنّه كان يحبّ أن يصبح مشهوراً.
• رغبته الشّديدة بإيجاد طريقةٍ أخرى غير الطريق المارّة بالبلاد الإسلاميّة، وذلك بسبب تعصّبه للكاثوليكيّة.
• الجهود الكبيرة الّتي بذلها كولومبوس في الدراسة البحريّة العمليّة الحديثة آنذاك، فبحسب ما أقرّ العلماء في ذلك الوقت أنّه من الممكن الوصول إلى شبه القارة الهندية من جهة الغرب؛ حيث إنّ الوصول إليها ليس مقتصراً فقط على الجهة الشرقية، وذلك بسبب شكل الأرض الكروي، فمن هذا المنطلق قرّر كولومبوس البدء بمغامرته لاكتشاف العالم الجديد اعتماداً على أحدث الخرائط التي وضعها علماء ذلك العصر، وهم عالما الرّياضيات والفلك باولو توسكانيلي، ومارتين بيكهام.

ومن الجدير ذكره أنّ كولومبوس هو من اكتشف أمريكا، لكنّها لم تسمّى باسمه؛ بل سمّيت نسبةً إلى شخص آخر وهو أمريكو فسبوتشي، فكلمة أمريكا هي اشتقاق من اسمه، وهي مؤنّث لكلمة أمريكو، وهي كلمة يونانيّة وتعني الأرض.