نجيب محفوظ :هو كاتب وأديب مصري ، حائز على جائزة نوبل بالإضافة إلى العديد من الجوائز العالمية الأخرى ، وهو من أكثر الكتاب الذي أثاروا جدلاً على الساحة الفنية والأدبية بصورة كبيرة بين النقاد .
ومن أهم الأعمال التي كتبها نجيب محفوظ والتي كان لها أثر كبير في الوسط الأدبي هي رواية أولاد جارتنا ، وهي رواية إجتماعية بصوة كبيرة ، حيث أنها أخذت الطابع الانساني ، وكانت الرواية منفذ لمحفوظ من أجل أن يخاطب عقول الشباب حول مجموعة من المبادئ التي يجب أن يتسموا بها .
وتطرق ووسائل نجيب محفوظ في هذه الرواية بصورة غير مباشرة إلى الاتهامات التي وجهت له من قبل الأزهر الشريف ، حيث تم اتهام نجيب محفوظ بالكفر والإلحاد ، والزنقة ، كما أن هذه الرواية منعت من النشر والطباعة داخل مصر بقرار من الأزهر الشريف .
كان النصيب الأكبر في رواية محفوظ إلى شخصية تدعى الجبلاوي ، وهو كان شخص يمتللك الكثير من المال وكان يعيش في بيت كبير جداً ، كما أنه كان لديه العديد من النساء ، وكان له ولدان ، الأول هو إدريس ، وكان يمثل الشخصية السيئة ، أما الولد الثاني فكان اسمع أدهم ، وهو يمثل الشخصية الجيدة والحسنة .
كان الجبلاوي يريد أن ينصب ابنه أدهم على الحكم من بعده ولكن هذا الأمر أزعج إبنه إدريس الذي بدأ بتحريض إخوته على أبيهم وأخيهم ، حيث أن الجبلاوي كان يرى أن أدهم احق بالأمر من إدريس ، ولن إدريس كان ينظر من زاوية أخرى ، وهي أنه الابن الأكبر ، وأنه إن هانم بينما أدهم إبن خادمة .
ولكن لم يستطيع أخوته أن يعارضوا والدهم كثيراً ، وذلك بسبب خوفهم من والدهم الذي كان يمتلك شخصية قوية جداً ، الأمر الذي دفع إدريس للحقد على إخوته ، واستمر في توبيخ إخوته ، ومحاولات الإستهزاء بأدهم و إحراجه ، الأمر الذي دفع الجبلاوي إلى طرده من المنزل .
كان أدهم على قدر المسئولية كما توقع والده ، حيث أنه لم يتأثر لتصرفات أخيه إدريس ، واستمر في إنجاز الأعمال التي وكله بها والده ، كما أنه كان عادلاً جداً ، فلم يظلم أحداً ، ولم يستغل السلطة التي هو فيها ، وكان يحب الجلوس بين الحدائق الخضراء ، إلى أن وقع في حب فتاة كانت تأتي إلى هناك أيضا .
كان الجبلاوي قاصد في هذه الرواية التسلسل النبوي بين الأنبياء ، فهو رمز إلى أدهم بأنه سيدنا آدم ، وإلى إدريس بأنه إبليس ، وبدأت القصص تتوالى في الأجزاء حيث أصبح يختفي نبي ليظهر مكانه نبي آخر ، ولكن بصورة رمزية ، أي باسم آخر .
رواية أولاد حارتنا من أروع كتابات نجيب محفوظ ، كما أنها اتسمت بالتسلسل الأفكاري ، واتسمت بالرتابة والتناسق بصورة كبيرة بين كلماتها .
