محمود درويش
وُلد محمود درويش في قرية البروة في الثالث عشر من آذار عام 1941م، والبروة هي قرية فلسطينية شمال الجليل تم إجلاء سكانها إلى لبنان عام 1948 من قبل السلطات الاسرائيلية شأنها شأن العديد من القرى الفلسطينية التي هُجرت من أهلها في النكبة، وبعد ثماني سنوات من الهجرة استطاعت عائلة درويش الرجوع إلى قريتها متسلّلةً في فترة التهدئة، ولكنهم وجدوا قريتهم مُهدمة، وأصبحت أراضياً زراعية تحت سيطرة الاحتلال، ومن هنا عاشت العائلة في قرية الجديدة في الداخل الفلسطيني.
مكانة محمود درويش وإنجازاته
محمود درويش هو أحد أهم وأبرز شعراء القرن الماضي، وقد سُمي بشاعر الثورة؛ حيث وصف حُبه للوطن بحُب الرجل للأنثى، وبدأ بكتابة الأدب والشعر من خلال عدّة صحف ومجلات تابعة للحزب الشيوعي الإسرائيلي، وأصبحَ مُشرفاً على تحرير بعض المجلات، وقد تكرّر اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية بسبب شعره وكتاباته الوطنية بدءاً من عام 1961 وحتى عام 1972.
وفي عام 1972 سافر إلى الاتحاد السوفييتي لاستكمال تعليمه، وبعدما أنهى تعليمه استقرّ فترةً في مصر، وأصبح عضواً في منظمة التحرير الفلسطينية التي بقي فيها حتى توقيع اتفاقية أوسلو؛ إذ إنّه أعلن استقالته من المنظّمة احتجاجاً على هذه الاتفاقية، وبعد أن استقرّ فترة في مصر عاد للسفر إلى باريس ليمضي فيها بضع سنوات قبل سماح السلطات الإسرائيلية له بالعودة إلى فلسطين، وقد عمل هذه الفترة في الكتابة وأصبح رئيس تحرير مجلة الكرمل، وفي عام 1977 بدأت شهرته تتّسع، وقد تم بيع أكثر من مليون نسخة من دواوينه الشعرية، وقد تنقّل درويش ما بين تونس ومصر وقبرص وباريس قبل أن يعود ليستقر في فلسطين.
وفاته
من أشهر قصائد محمود درويش قصيدة "سجل أنا عربي"، وقصيدة "أيها المارون بين الكلمات وعبارات العابرة"، وله العديد والعديد من الكتابات والقصائد التي تُشجع على الثورة ضد الاحتلال والتي تُبين حب درويش لوطنه، فقد عاش لاجئاً منفياً هنا وهناك، إلى أن سافر إلى الولايات المتحدة لإجراء عملية للقلب وتوفي فيها عام 2008 وتحديداً بتاريخ التاسع من آب، حيث أنه دخل في غيبوبة بعد إجراءه للعملية تسببت في وفاته، وتم إعلان الحداد في فلسطين وقتها من قبل الرئيس الفلسطيني، وتم نقل جثمانه من الولايات المتحدة الأمريكية إلى رام الله حيث دُفن فيها بجانب قصر رام الله الثقافي، والذي تم تغيير اسمه إلى "قصر محمود درويش الثقافي"، ودّفن درويش في رام الله بتاريخ الثالث عر من آب عام 2008 ولم يُدفن في بلدته حتى يكون قريباً من الرّئيس الراحل ياسر عرفات، فكلاهما رموز فلسطينيّة تعبت وكدت من أجل القضية الفلسطينية والثورة في وجه الاحتلال.