من منّا لا يحلم بالنّجاح في حياته و عمله ، فالنّجاح مطلبٌ للكثير من النّاس ، فالطّالب و هو يجلس على مقاعد الدّراسة و يبذل الجهد و يتعب ليجتاز مرحلته الدّراسيّة بالحصول على درجةٍ مناسبةٍ هو إنسانٌ ساعٍ للنّجاح ، و العامل أو الموظف الذي يبذل الجهد في عمله و يسعى للارتقاء في وظيفته نحو الاحسن وأفضل هو إنسانٌ ساعٍ للنّجاح ، و الأمّ التي تسعى لتربية أولادها على الأخلاق الحميدة و الخلق الحسن هي تأمل النّجاح في ذلك ، فكلّ واحدٍ في المجتمع يؤدّي دوره و مسؤولياته يسعى لأن ينجح فيها و يتفوّق ، فالنّجاح هو التّميز ، و لو قدّر أن يتساوى جميع النّاس في الدّرجات لاختلّت سنّة الله في الحياة ، فوجب أن يكون فيهم النّاجح المثابر ، و الإنسان المقتصد بجهده ، و الإنسان الكسول الذي لا يلقي لمعاني النّجاح في الحياة بالاً ، قال تعالى ( ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات بإذن الله ، ذلك هو الفضل الكبير ) ، فيفهم من هذه الأية الكريمة أنّ المسلم التّقي يتميّز عن غيره بأنّه سبّاق للخير و النّجاح في دينه و دنياه ، و في الآية الأخرى بيان كيف جعل الله النّاس درجاتٍ ليسخّر بعضهم بعضاً لتسير عجلة الحياة و سنّة الكون وفق ما أراد الله تعالى ، قال جلّ و علا ( و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ، ليتّخذ بعضهم بعضا سخريّا ، و رحمة ربّك خيرٌ مما يجمعون ) ، و لا شكّ بأنّ النّاجح هو أعلى درجةٍ من الكسالى ، فتعرف على ما هى الأساليب التي تجعل من الإنسان ناجحاً في حياته ؟ .
إيمان الإنسان بربّه ، ثمّ إيمانه بذاته و قدراته ، فالإنسان المؤمن بربّه هو الأكثر قدرةً على العطاء و من ثمّ النّجاح في حياته ، و الإنسان الذي يؤمن بنفسه هو الإنسان الأقدر على النّجاح في حياته و عمله ، فالنّجاح يتطلب من الإنسان سبر أغوار نفسه و اكتشاف مواهبه لتسخيرها في العمل و تحقيق الأهداف في الحياة ، و كلّ هذا يصنع النّجاح .
السّعي في الأرض بتحصيل العلم المؤدي للنّجاح ، فالنّاجح يسعى لتعلّم العلم الذي يؤدّي به إلى النّجاح و لا يتكاسل في عمله و إنّما يبذل الجهد دائماً و لا يفتر لتحقيق أهدافه في الحياة .