بعرض فيلم "غودزيلا" قبل أيام، يتم تدشين تقنية "الآي ماكس" سينمائيا للمرة الأولى في صالات عمّان؛ إذ إن أعواما مضت كانت فيها التقنية الأكثر حداثة هي "الثري دي" ثلاثية الأبعاد، ولعل طابع الفيلم الذي عُرضت من خلاله هذه التقنية كان موائماً لمقدار حداثتها؛ إذ تدور الحكاية الخيالية عن وحش يخرج ليدمر العالم براً وبحراً وجواً بعد أن غذّته النفايات النووية ومفرزات التكنولوجيا المعقدة.
كذلك جاءت التقنية متوائمة مع الجمهور الذي ارتاد السينما لرؤية هذا النوع الجديد الذي لا يستلزم سوى نظارة أكبر بقليل فقط من نظارة الـ "ثري دي"، مع تأثيرات متساوقة من حيث الصوت ومداه وفي تجارب متقدمة أكثر تأتي حركة المقاعد متناسقة مع حركة المشهد.
التساؤل الأكبر الذي يضع هذه التقنية على المحك هو مدى ملاءمتها مثلا لفيلم درامي أو اجتماعي أو حتى كوميدي؛ ذلك أن هذه الأفلام تعتمد الحوارات والنصوص أكثر من التأثيرات البصرية والحركية التي تعتمدها أفلام الخيال العلمي والحركة والرعب.
الفيلم، يضع هاجس الأميركيين الدائم في صناعة عدو لهم، تحت دائرة الضوء مجددا؛ إذ بعد أن استُهلكت فكرة العدو السوفيتي ومن ثم الإرهابي، بات لزاما خلق عدو جديد ليتناسب أيضا مع التقنيات السينمائية الحديثة من قبيل "الآي ماكس"، وليوافق هوى الجمهور الشبابي غير المعني في الغالب بالأفكار السياسية لا سيما مع تزايد الإنتقادات في صفوف الشباب الرافض فنخراط أميركا بعداوات لا نهاية لها في العالم.