رياضة ركوب الزوارق
كثيرة هي الرياضات المائيّة التي عرفها الإنسان وتولّع بها ومارسها منذ القديم، ونجد في معظمها مستمرّة حتّى أيّامنا هذه، يُمارس بعضها بشكل دوريّ، ويُقام لها مباريات على مستويات عدّة، منّها المحليّة ومنها الدوليّة.
وتدخل رياضة ركوب الزوارق من ضمن قائمة الرياضات المحبّبة، والتي هي مازالت تمارس حتّى اليوم ولها نسبة متابعين ومشجعين كثُر في مختلف أنحاء العالم وخصوصاً البلدان الواقعة على ضفاف الأنهار والبحار.
بدايات رياضة ركوب الزوارق
يُذكر بأنّ بداية رياضة ركوب الزوارق كانت في أواسط القرن السّابع عشر للميلاد، وأنّها بدأت في إنكلترا حيث أدخلها الملك ( تشارلز الثّاني ) في مجال الرياضات المعروفة في إنكلترا، عندما أعلن عن سباق خاص في اليخوت لأوّل مرّة بالتاريخ، وما قبل هذا التاريخ كان ركوب الزوارق يدخل ضمن نطاق الصيّد فقط، وبعض التنقلات.
وقد تمّ افتتاح أوّل نادي في المملكة المتحدة البريطانيّة لليخوت في عام 1775 ميلادي، إلاّ أنّ روّاد هذه الرياضة والمهتمين بها بقوا قلائل جدّاً حوالي المئتي عام، وتحديداً حتّى أتى عام 1945 للميلاد، ليكون عاماً مفصليّاً تحوّليّاً مدهشاً في الاهتمام ورياديّاً هذه الرياضة، وتشجيعها على المستوى الوطنيّ في إنكلترا، لنجد بأنّ الزوارق واليخوت الخاصّة بهذه الرياضة أصبحت كثيرة العدد ويتسابق الشعب في تملّكها وحيازتها، وأصبح لها شعبيّة كبيرة في الأوساط الإنكليزيّة، لما تحمله من متعة، إضافة إلى أنّها رياضة ومغامرة في آن واحد.
لا بدّ من الإشارة إلى أنّه قد تبيّن أنّ أصول الزوارق الخشبيّة بدأت عند الهنود الحمر وهم الشعب الأمريكيّ الأصلي، حيث قاموا بكشط جذوع الأشجار وإعمالِ تجويفٍ في داخلها، واستخدامها في أمور التنقّل، وقد عرفت باسم ( الكنو )، وقد عرف أيضاً الأسكيمو صناعة هذه القوارب الخشبيّة، وأطلقوا عليها اسم ( الكاياك )، أمّا في منطقة الجزر الواقعة في المحيط الهادي، فإنّ سكّانها قد صنّعوا هذه الزوارق وأطلقوا عليها اسم ( الكنو المدادة ).
إنّ رياضة ركوب الزوارق، ساهمت بشكل كبير لزيادة الأرصفة الخاصّة بها، حيث نجد اليوم في كثير من بلدان العالم أرصفة للزوارق هذه ضمن المرافئ العامّة، حيث يطلق عليها اسم ( أحواض )، ونجد أيضاً بأنّه قد حصل تطوير لهياكل الزوارق، حيث نجدها قد صنّعت بعضها من الألمنيوم، وبعضها الآخر من الألياف الزجاجية، وبذلك تمّ الاستغناء تقريباً عن الزوارق الخشبيّة، الأمر الذي كان يأخذ كثيراً من الجهد لأمور صيانتها ومعالجتها من التلف الذي قد يصيبها، كما نجد أيضاً بعض الزوارق يرافقها المقطورات التي تُجرّ بسياراتٍ، فبات بالإمكان الاحتفاظ بهذه الزوارق بالقرب من المنازل إن أراد صاحبها.
تحمل هذه الرياضة المتعة الكبيرة، فمنها زوارق تعمل بقوّة التجديف، ومنها ما تعمل بقوّة الرياح، وتبقى هذه الرياضة جميلة ومحبّيها ومشجّعيها يزدادون من عامٍ لعام.