تعتبر رياضة ركوب الزوارق، من الرياضات القديمة، التي عرفها الإنسان منذ القِدَم وأولع بها، حيث عمل الإنسان القديم البدائي على إحراق بعض الأجزاء الموجودة في جذع الشجرة ذات الضخامة، وقام بكشطها، حيث أصبحت لديه زورقاً صغيراً، أو قارباً عرف باسم (الكنو) ذات التجويف في الدّاخل.
قد دلّت بعض المصادر على أنّ سكّان القارّة الأمريكيّة القدماء، وهم الهنود، قد قاموا بصناعة قوارب (الكنو)، وقد كانوا يستخدمون لحاء الأشجار، فكانت من خشب (البتولا)، وأيضاً عرف لدى شعوب الأسكيمو قيامهم بعمل قوارب (الكاياك)، وعرف عند الذي يسكنون جزر المحيط الهادئ بأنّهم قد صنعوا قوارب (الكنو المدادة)، أمّا سكّان القارة الأفريقيّة والقارة الأسيويّة وأيضاً قارة أمريكا الجنوبيّة، فإنّ السكّان قد قاموا بصناعة قواربهم من القصب الذي يحصلون عليه من الأغصان المرنة، حيث كانوا يجدلونها، ليحصلوا على قواربهم التي يبتغونها.
ظلّت بدايات رياضة ركوب الزوارق غير معروفة، حيث لم يسجّل أنّه قد تمّ ركوبها بهدف المتعة أو الرياضة، حيث كانت شائعة فقط ضمن الصيد والتنقّل، حتّى جاء القرن 17 للميلاد، وتحديداً في أواسطه، حيث قام (تشارلز الثّاني)، بإدخال الزوارق ضمن الرياضات، حيث أعلن عن قيام أوّل سباق في إنكلترا لليخوت.
أقيم في عام 1775 للميلاد، النّادي الأولّ لليخوت البريطانيّة في إنكلترا، وظلّت هذه الرياضة تسير ببطء شديد، حتّى عام 1945 م حيث كانت النهاية للحرب العالميّة الثّانية، إذ أخذت تزداد شعبيّة هذه الرياضة في البلاد، وزادت بذلك أعداد الزوارق الخاصّة بالرياضة والمتعة والمغامرة، وذلك كان في منتصف القرن العشرين، حيث كان الإهتمام من قِبل الشعب بهذه الرياضة مفاجئاً ومدهشاً حقّاً.
لقد كانت الزوارق في بدايتها، تتّخذ شكلاً بدائياً جدّاً، إلاّ أنه ونتيجة للاهتمام بهذه الرياضة كما ذكرنا بعد انتهاء الحرب العالمية الثّانية، أدّى ذلك إلى تطوير شكلها وأيضاً تقنيّة هذه الزوارق، حيث أنّ المحرّكات الخارجيّة للزوارق التي تكون مثبّتة مؤخّرتها، أصبحت بتكلفة أقلّ عمّا كانت عليه سابقاً، وأيضاً مؤدّية للهدف المطلوب منها، وبالتّالي فإنّه عُمِدَ على تطوير هذه الزوارق، حيث شمل التطوير على طرق ووسائل تشغيلها والسير بها بشكل أكثر سهولة وبساطة، وأيضاً القوّة المحرّكة لها فقد أصبحت تمتلك طاقة كبيرة، إضافة إلى تطوير وتمكني محرّكاتها الخارجيّة من أن تقوم بحركتها بشكل ذاتيّ.
نجد مع تطوّر الزمن، والاهتمام بهذه الرياضة، فإنّه قد تمّ تطوير الزوارق، لتستبدل من الخشب الخالص، وتصبح من أليافٍ زجاجيّة، أو ألمنيوم، وبذلك فإنّها توفّر الوقت والجهد في طرق ووسائل العناية التي يحتاجها الخشب.