أولان باتور هي عاصمة منغوليا الشعبية، وهي أكبر مدينة في الدولة، ومنغوليا دولة كبيرة المساحة، إذ تصل مساحتها إلى أكثر من مليون ونصف المليون كيلو متر مربع، وتبلغ مساحتها تحديدا (1,564,116) كيلو متر، وهي من أكبر عشرين دولة مساحة في العالم، وتجاور منغوليا الصين من كلّ الجهات عدا الجهة الشمال، إذ تحدها روسيا ويقطن أولان باتور ما يقارب نصف سكان منغوليا، فالعاصمة تحتضن 45% من سكان منغوليا.ويشكل الكالكا غالبية السكان، فتبلغ نسبة وجودهم من سكان منغوليا عموما 86%، وتتوزع النسبة القليلة المتبقية على السكان ذوي الأصول التركية والكازاخية والروسية والصينية والكورية والجنسيات الأمريكية.
تقع أولان باتور شمال شرق منغوليا، وهي مدينة تحيط بها الجبال من كل جهة، وقد كان يطلق على هذه المدينة سابقا اسم (أورغو)، وقد ظهرت هذه المدينة عام 1639، وكانت في أول الأمر ديرا ينتمي إلى اللامية أحد فروع البوذية، ولم تأخذ هذا الاسم الجديد (أولان باتور) إلا بعد خروج القوات الصينية منها التي دخلتها عام 1919، ولكنها سرعان ما خرجت منها، فقد انسحبت منها بعد عامين فقط عام 1921، ومن ذلك الحين أصبحت أولان باتور عاصمة منغوليا الشعبية، نسبة إلى القائد (سوخي باتور) الذي قاد حرب الاستقلال عن الصين.
يعتنق سكان منغوليا الشامانية، وتعني عبادة السماء الزرقاء،والبوذية التبتية، وكانت الأديرة البوذية تنتثر في منغوليا حتّى بداية القرن العشرين، ولكنّ الشيوعيين لمّا دخلوا منغوليا دمّروا الكثير من الأديرة، و أغلقوا عددا آخر، فلم يبق منها إلا عدد قليل، ومع نهاية القرن الماضي و بداية القرن الجديد سمح بفتح أكثر من 100 دير ليمارس الناس طقوسهم الدينية، ويوجد في منغوليا نسبة ضئيلة من السكان على الدين الإسلامي الحنيف، وهم قسم من القبائل الكازاخية والتركية. ويتحدث أغلب المنغوليين اللغة المنغولية، وتأتي الروسية والانجليزية بالدرجة الثانية من حيث الاستعمال في هذا العصر.
معظم الوزرارات ومباني الحكومة في أولان باتور، وفيها جامعة منغوليا الحكومية التي أنشئت عام 1946 ومجموعة من المتاحف، وقد تطورت المباني السكنية بدءا من النصف الثاني من القرن الماضي، واتجهت المدينة إلى البنايات السكنية الحديثة،وتربط المدينة ببقية مدن منغوليا شبكة طرق ووسائل حديثة؛ لأن كلّ الصناعات والمؤسسات الحكومية ، بالإضافة إلى الخارجية في أولان باتور، وينتخب مواطنو أولان باتور مجلس المدينة كل ثلاث سنوات، و يسعى هذا المجلس إلى بحث شؤون المدينة ومتابعة اللجان الدائمة للصناعة والتموين والتجارة.
أولان باتور تنتج أكثر من نصف الإنتاج الصناعي لمنغوليا، ومن أهم الصناعات التي تنتجها هذه المدينة: صناعة الأحذية والملابس الصوفية، ومواد البناء كالأسمنت، وصناعة الأخشاب وبعض المواد المعدنية، وتنتج أيضا الأدوية والصابون.