بعث الله سيدنا محمد لهداية الناس أجمعين ، وبعثه رسولاً خاتماً لكل الرسالات السماوية السابقة ، وبعث معه معجزة القرآن الكريم ؛ هدى للناس ورحمة منه ، وطلب من سيدنا محمد ان ينشر الاسلام بين الناس .
بدأ الدين الاسلامي ظهوره في مكة المكرمة ، عندما نزل الوحي جبريل "عليه الصلاة و السلام" على سيدنا محمد في غار حراء ، وكان اول نزول لاول كلمات وعبارات في القرآن الكريم من سورة العلق .
كانت بداية الاسلام سرية ، وكان الناس يخشون أن يظهروا اسلامهم أمام الآخرين من بني قريش ؛ خوفاً من اذيتهم لهم ، و لكن عندما اشتدت اذية الكفار للمسلمين هاجروا الى المدينة المنورة ، واسلم كل اهلها ،واحبوا الرسول وساعدوه على نشر الدين الإسلامي ، و بدأت الفتوحات الاسلامية تشق طريقها لم ينتشر الاسلام بحد السيف كما يدعي البعض ،وأنما بواسطة الحديث مع الناس وهدايتهم الى الطريق المستقيم ،و تعريفهم بالله عز و جل .
وبدأ الرسول يبعث الوفود إلى ملوك الدول العربية المحيطة بهم يدعوهم الى الاسلام ، وبدأ الاسلام بالانتشار رويدا رويدا ، فأول وفد خرج الى ملك الحبشة ، والذي لاقى ترحيبا كبيراً ، ثم جاءت البيعات المتتالية ، بيعة العقبة الاولى وبايعه فيها الرجال والنساء ،وجاءت بعدها بيعة العقبة الثانية .
مات الرسول وكان الاسلام قد انتشر في شبه الجزيرة العربية واليمن ، واكمل الخلفاء الراشدين فتوحاتهم الاسلامية ففتحوا بلاد الشام ، العراق ، فارس ، اذربيجان ، خراسان ، وفتحوا مصر ، واندوسيا .
بعد ذلك تولى الامويين الحكم وأكملوا الفتوحات في بلاد ما وراء النهر ، تركيا ، والسند ،والصين والقسطنطينية ، ثم شقوا طريقهم في البحر المتوسط الى البرتغال واسبانبا ، ووصلوا الى اوساط فرنسا ونشروا الدين الإسلامي في كل مكان .
بعد انتهاء حكم الامويين ، جاء حكم العباسيين ،وفتحت بلاد الاناضول على ايدي السلاجقة ، وفتحت بلاد البنغال على ايدي الغوريين .
و لكن مع انتهاء حكم العباسيين ، وسقوط العباسيين على ايدي المغول ، ظهرت في الاناضول قوة اسلامية شابة ، استطاعت اعادة الوضع الى ما كان عليه ، وهي الدولة العثمانية .
فتح العثمانيون بلاد القسطنطينية المعروفة باستانبول حاليا ، ثم فتحوا بلاد شرق اوروبا وفرضوا عليها الجزية ، كما فتحوا اليونان ،وبلغاريا ، البانيا ، رومانيا ، بلاد الصرب ، المجر ، ووقفوا على ابواب فينا .
ساعدت التجارة كثيرا في انتشار الاسلام ، حيث أن الاسلام لم ينتشر فقط بالفتوحات وانما انتشر عن طريق الدعوة أثناء رحلات التجارة .
بهذه الطريقة انتشر الدين الاسلامي ، وكانت الدولة الاسلامية هي الدولة العظمى التي لا تغيب عنها الشمس ، و سيعود الاسلام وينتشر مرة اخرى في أخر الزمان كما حدث الرسول ، وهي احدى علامات و دلائل الساعة .