تقوى الله عز وجل هي السبيل إلى فلاح الغنسان وفوزه في الدنيا والآخرة، فهي التي تضع الإنسان على طريقه الصحيح وتبقيه يقظاً من أية زلة أو حفرة في الطريق، فهي بوصلة القلب وأداة هدايته، وهي التي بها يمكن للإنسان أن يحيا حياة فيه الراحة والطمأنينة، لهذا فإن الإنسان أن يكون دائم الحرص على تقوى الله عز وجل. تكون تقوى الله بالابتعاد قدر الإمكان عما يغضب الله عز وجل والاقتراب وفعل كل ما يسعدجه ويرضيه عنا، فمن هنا نجد أن تقوى الله تعالى شئ قلبي بين الإنسان وبين ربه، لهذا لا يعلم أحد غيرهما بما يدور في هذا القلب، لهذا قالتقي هو من اتقاه في اختلائه بنفسه كما يتقيه في علنيته وفي جلوسه مع الناس.
تقوى لله تكون بالاقتناع التام والمطلق بأن الله تعالى يراقبنا ويضطلع على ما نخفيه في انفسنا وفي صدورنا لهذا فتقوى الله تعالى لها علاقة وطيدة وكبيرة بمدى إيمان الله تعالى بالله وإيمانه بصفاته، فإذا ما استشعر الإنسان عظم صفات الله – عز وجل – استطاع أن يضع حاجزاً بينه وبين المعاصي واقتراف الذنوب، لأنه سيعرف حق المعرفة أن الله تعالى هو القادر الذي يجب علينا ان نخشاه حتى ننعم برضاه عنا وبمعرفتنا به.
كما و يمكن للإنسان أن ينعم بتقوى الله عز وجل و طاعته، بمعرفة القرآن الكريم و التمعن فيه و فعل أوامره و اجتناب ما حرم فيه، و أهم هذه الامور الأمور الأخلاقية التي لا يمكن أن يتم الدين إلا بها فهي ركن الإسلام و عموده، كما أن ذكر الله عز وجل يزيد من تقواه. كما ان من الأمور التي تزيد من تقوى الله عز وجل هو الدعاء فالدعاء يقرب الإنسان من ربه و يشعره بعظيم قدرته على الإنسان إضافة إلى أنه من الأمور التي لا يمكن التهاون فيها نظراً لكونه يملأ قلب الإنسان إحساساً بعظمة الله تعالى و نعيمه على الإنسان، و من هنا يتوجب على الإنسان أن يلتزم طاعة الله تعالى و أن يتجنب قدر الإمكان نواهيه. كما و يستطيع الإنسان عن طريق مرافقة الناس الصالحين و دراسة سير الفضلاء الذين مروا على البشرية منذ آدم إلى يومنا هذا أن يتعرفوا على صفات الإنسان الصالح الذي يحبه الله تعالى، إذ أن هذا الأمر سيؤثر كثيراُ في تديننا وفي مفاهيمنا التي احتوت عليها عقولنا والتي أسهمت في إعادة تشكيل داخليتنا.