جدول المحتويات
عندما خلقَ الله الخلق لم يتركهم دون شريعة تنظّمهم، وهذ من تمام الرعاية الإلهية فهوَ جلّ جلاله الذي أعطى كلّ شيءٍ خلقهُ ثُمَّ هدى، ومن أعظم المخلوقات وأكثرها رفعةً وشرفاً وتكريماً هو الإنسان، فقد كرّمهُ الله على غيرهِ من المخلوقات بنعمة العقل وبنعمة حمل الرسالة والشريعة، فهو قائم على رعية شؤون الأرض وهو الخليفة التي جعلهُ الله فيها.
ومن الواجب على الإنسان أن يشكر ربّهُ جلّ وعلا على جميع نعمه التي أولاها إياه، ويكون الشكر بالالتزام بما يُحبّ ربّنا من الطاعات التي افترضها عليه، فما تقرّب عبدٌ من ربّه بأحب ممّا افترضه عليه كما ورَدَ في الحديث القُدسيّ، وكذلك الابتعاد عمّا نهى جلّ جلاله من الأمور المحرّمة وهذا مُختصر لكلّ ما ينبغي على المُسلم أن يفعلهُ شُكراً لربّه.
كيف تتقرّب من الله عزَّ وجلّ
- أن تكون مُسلماً خالصاً لله، مؤدّياً لأركان الإسلام الخمسة مؤمناً بها، ومؤمناً بأركان الإيمان متيقّناً بها، فكن مسلماً مؤمناً تكُن قريباً من ربّك.
- الالتزام بالطاعات وخصوصاً الفرائض، فليسَ أمرٌ أحبّ إلى ربّنا جلَّ وعلا من تأدية الفرائض؛ كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج عند القدرة عليه، وغير ذلك ممّا افترضه ربّنا علينا، ويأتي بعد ذلك التقرّب إلى الله سُبحانهُ وتعالى بالنوافل، فلا يزال العبد يتقرّب إلى الله بالنوافل حتّى يحبّه، ففي النوافل قُربةٌ عظيمة من الله سُبحانهُ وتعالى وفيه محبّة ورضا.
- الالتزام بذكر الله سُبحانهُ وتعالى، فكلّما كانَ اللسان رطباً بذكر الله كنت قريباً من الله؛ فالحرص على دوام الذكر يجعل القلب مُعلّقاً بالله سُبحانهُ وتعالى، فأنت تتقرّب إلى الله بذلك وربّنا يتقرّب لعبده أشدَّ مما يتقرّب العبد إليه.
- تقوية وتنمية عبادات السرّ؛ كالصدقة خفيةً عن أعين الناس، والصلاة في جوف الليل والناس نيام، والبكاء من خشية الله دونما معرفة من أحد، فكلّما كانت بينك وبين الله أسرار لا يعلمها أحد من الناس حظيت بمنزلة القُربى.
- الدعاء باب واسع من أبواب التقرّب إلى الله، فأنت عندما تدعو الله تكون قريباً منهُ، وذلك من قول الله سُبحانهُ وتعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).
- الإكثار من قراءة القُرآن من أبواب التقرّب إلى الله، فكلام الله هو خطاب الربّ لعبده وأي قُربٍ يعدل سماعك لكلام ربّك جلّ جلاله، وعليك أن تكون خاشعاً متدبّراً للآيات التي تقرؤها وتأخذ منها العبر والحكم المفيدة لك خلال الحياة.