كثيرةٌ هي القصص التي كتبت ، والتي برع كتّابها في صياغتها ، إنّ كان في الشكل العام أو الداخلي للقصّة ، لنجد أنّ أغلب القصص التي مازالت مطبوعة في أذهان قرائها ، كانت مستوفاة لشروط العمل الإبداعي الكامل ، ولعلّ احتواء القصّة على عناصرها بشكل كامل ودقيق هو سرّ نجاحها .
- عناصر القصّة :
أولاً : المغزى والفكرة : تعتبر الفكرة هي الهدف من وراء كتابة القصّة ، حيث تتضمّن العبرة التي نخلص إليها في نهاية العمل ، وهي الدرس الذي يريدنا الكاتب أن نتعلّمه من وراء قصّته ، لذلك يستحبّ الغوص في تفاصيل القصّة وفي العلاقة بين شخوصها ، والتعمّق في الأفكار والأحداث الواردة .
ثانياً : الحدث : دائماً ما يكون الحدث عبارة عن موضوع عام ، مرتّب وفق وقائع وأفعال تفيد الشخصيّة ، حيث تبيّن الصراع فيما بينها ، مع شخصيّات القصّة الأخرى ، لتدور أغلب وقائع القصّة في محور هذه الشخصيات ، حيث يضع الكاتب أبطالاً يروون الحدث ، وقد يكون ممثلاً بـ (الأنا) ، أو يأتي الحدث على لسان ( راوٍ) يمكن له أن يقدّم المعلومات بهيئة كليّة أو مجزّئة ، ربّما يكون الحوار القائم بين الشخصيات حيث يبيّن مكان وزمان الحدث ، وعند الإجابة على كيف وقع الحدث، وأين وقع الحدث ، ومتى وقع الحدث ، ولماذا وقع الحدث ، تتحقّق في هذه الإجابات ما يسمّى بوحدة الحدث .
ثالثاً : الحبكة أو العقدة : وغالباً ما تكون عبارة عن حوادث ، مرتبطةً فيما بينها زمنياً ، وتكون وحدتها هي معيارها . وإنّ سؤال القارئ عن أهمّ الحوادث المشكّلة للحبكة ، وإن انت مرتبة بشكل نفسي أم متسلسل زمني ، وأيضاً عن الصراع المشكلّ للحبكة أكان داخلياً أم خارجياً ، وعن تماسك الحبكة ، والمتغيرات التي حدثت في بداية ونهاية الحبكة ، كلّ هذا يؤدي لفهم الحبكة بصورة واضحة .
رابعاً : الشخوص : عادة ما تكون الشخوص في العمل القصصي موجودة في الحياة الحقيقيّة ، ويقوم الكاتب بعرضها بشكل واضح تبعاً للأبعاد التالية :
- البعد الجسمي : حيث يمثّل الجسم وصفاته ، من عيوب ومحاسن ، إنّ كان في القصر أم الطول ، النحافة أم البدانة ، شاب أم هرم ، أنثى أم ذكر .
- البعد الاجتماعي : حيث تعني الانتماء ، إن كان لطبقة فقيرة أم غنية ، طبقة متعلمة أم جاهلة ، وأيضاً تصنيف الدين والهوايات والظروف المحيطة بهذه الشخصية .
خامساً : البيئة : تلعب البيئة التي تمارس الشخوص حياتها ضمن القصّة هي الأساس في العمل ، من زمان ومكان ، وجوّ عام .
وهل تنجح القصّة إن شملت كل هذه العناصر؟ يبقى الإبداع هو الفيصل في العمل الأدبي .