حول الموت
موت الإنسان من أشد المصائب التي تمر في الحياة، لأن الموت هو فراق إلى الأبد، لا رجعة بعده إلى هذه الدنيا، والموت هو حق، وكل إنسان إلى زوال، ولأنه حق، فالموت يصيب أعز الناس على الناس، فقد يصيب الأب أو الأم او الأخ أو الأخت أو الابن أو الابنة أو الأعمام أو الأخوال، لهذا ومن هنا، يشعر أهل الميت بحزن شديد ناتج عن إحساسهم بالفراق الأبدي لهذا الشخص الذي يحتل مكانة متميزة في قلوبهم وله أثر كبير في حياتهم لهذا كان أهل الميت هم أشد الناس حزناَ على فقدان هذا الشخص العزيز على قلوبهم الذي أثر فيهم وأثروا فيه، وتقاسموا معه لحظات الحياة بحلوها ومرها، فرحها وترحها، فجرها وغروبها، أيامها ولياليها.
كيف نخفف على من فقدو أحبتهم
ومن باب التخفيف وانقاص عن أهل الميت خصوصاً عند سماعهم نبأ وفاته، فنبأ الوفاة هو اللحظات الأولى التي يدرك فيها أهل الميت أنهم فقدوه إلى الأبد، لهذا تكون هذه اللحظات من أشد اللحظات صعوبة، فهو أصعب موقف يتعرض له الإنسان خلال حياته كاملة، لا يوجد نهائياً تعرف ما هو أصعب منه، فأي شيء أسهل من الإحساس بفقدان إنسان عزيز، يحتل مكانة هامة في القلب إن لم يكن محتلاً للقلب كله. لهذا يتبع الناس الذين يعرفون أهل الميت سنة حسنة من شأنها أن تخفف عنهم هذا المصاب العظيم الذي حل بهم.
طرق ووسائل مواساة أهل الميت
والحقيقة أن الطرق ووسائل التي يواسى بها أهل الميت هي طرق ووسائل متنوعة ومتعددة جداً، وليست محصورة في شيء واحد، فالمواساة تكون منذ اللحظات الأولى من سماع أهل الميت النبأ، فيجب أن يتم التخفيف وانقاص عنهم قدر الإمكان بالقول الحسن الذي يواسيهم ويعزيهم في فقيدهم الذي فقدوه، وأن يبقوا معهم ليشعروهم بالتعاطف، والحقيقة أيضاً ان التواجد الناس بشكل كبير يخفف عن أهل الميت ولو قدراً بسيطاً من صدمة الخبر. أيضاً يجب أن يتكفل كافة المعارف الذين يعرفون أهل الميت بكافة الأمور التي تتعلق بالميت، كاجراءات الدفن والتغسيل والمستشفى وبيت العزاء، وقد حث الرسول الأخلاقي محمداً – صلى الله عليه وسلم – بأن يقوم المعارف بتحضير الأكل لأهل الميت، لان أهل الميت لا يكونون قادرين على أن يأكلوا أو أن يحضروا الأكل والطعام. ويجب على كل من سمع بوفاة شخص ما، أن يذهب إلى بيت العزاء للتعزية بالميت، فهذا من شأنه أن يخفف عن أهل الميت بدرجة كبيرة جداً. وبعد انتهاء العزاء، يتوجب على الناس أن لا يفارقوا أهل الميت، بل يجب عليهم ان يكونوا دائمي التواصل معهم.