صلاة الميت
يقول الله تعالى:" كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والكرام"، نعم فالموت حق على كل حي، وقد سعت كل الشرائع والأديان إلى تكريم الميت، ومنها الدين الإسلامي الذي شرع صلاة الجنازة لتؤدى على الميت - ويطلق عليها البعض تسمية صلاة الميت-، وسنتناول في مقالنا هذا حكم صلاة الجنازة، و الحكمة من مشروعيتها، وطريقة أدائها، وفضلها.
حكم صلاة الجنازة
إن صلاة الجنازة فرض كفاية، بمعنى إذا قام بها البعض فإنه يسقط الإثم عن الكل، ولكن إن لم يصل عليه أحد؛ فإن الجميع ممن بلغهم خبر وفاته -في منطقة سكن الميت على سبيل المثال- يحملون الإثم.
الحكمة من مشروعية صلاة الجنازة
- الدعاء للميت بالغفران والرحمة.
- مواساة أهله في مصابهم.
- الاتعاظ والاعتبار بأن الحياة فانية؛ وبذلك فهي تذكر الناس بضرورة عدم التعلق بشيء في الدنيا.
- حصول مصليها على الثواب والأجر الكبير.
طريقة صلاة الجنازة
في البداية يجدر بنا التنويه على أن هذه الصلاة سرية؛ أي لا يجهر بها الإمام سوى في التكبيرات والسلام، كما أن الفرد يؤديها قائما، فلا ركوع فيها ولا سجود، أما عن طرق وخطوات تأديتها فهي كالتالي:
- إذا كان الميت رجلا؛ فإن الإمام يقف بمحاذاة رأس الميت، أما إن كان المتوفى امرأة، فإن الإمام يقف بمحاذاة وسطها، ويصطف المؤتمون خلف الإمام استعدادا للصلاة.
- يكبر الإمام أربع تكبيرات، وهي كالتالي: التكبيرة الأولى؛ ويتم قراءة سورة الفاتحة بعدها، التكبيرة الثانية؛ ويتم قراءة الصلاة الإبراهيمية بعدها، التكبيرة الثالثة؛ ويقوم الإمام بعدها بالدعاء للميت ولنفسه وكذلك للمسلمين بالدعاء المأثور التالي: " اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان"، أما إذا كان المتوفى طفلا، فإن الإمام يقول: "اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وذخرا"، التكبيرة الرابعة؛ ويدعو الإمام بعدها لنفسه وللمسلمين أيضا بقوله: "اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر اللهم لنا وله"، ويجدر بنا التنويه؛ على أنه من الاحسن وأفضل الالتزام بالأدعية المأثورة في هذه الصلاة، إلا أنه يجوز للمسلم الدعاء للميت وللمسلمين بما يشاء.
- ثم يسلم الإمام والمصلون، ومن السنة بعدها تشييع المتوفى والمشاركة في دفنه.
فضل صلاة الجنازة
هناك حديث نبوي شريف يبين الفضل الكبير لصلاة الجنازة، إذ يقول الرسول -عليه السلام-: "من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن كان له قيراطان. قيل: وما القيراطان؟ قال -عليه السلام-: مثل الجبلين العظيمين".