يعتبر توفر المعلومات الدقيقة عن تطورات التعاملات الإقتصادية وأحوال السوق أمر حيوي لنمو الحرية الصحفية. فحتى في البلدان التي تتردد حكوماتها في إعطاء الصحافة الحرية كاملة ، لاتتسم المعلومات التجارية والإقتصادية المقدمة لهم بالمصداقية ويخيم عليها بعض الكتمان وسرية، ولا يوجد لها أي فائدة تذكر. في الصحافة الإقتصادية يجب التركيز على مواضيع عديدة لها صلة بأخبار الشركات والسلع الأساسية، والأعمال المصرفية وغيرها. وأن يكون لها دور فعال بنقل هذه الأخبار في التنمية الإقتصادية في كافة المجتمعات.
الصحف الإقتصادية هي شكل من أشكال الإعلام الإقتصادي حيث يستخدم في هذه الصحف أدوات متنوعة ( كاريكاتير – تحقيق – مقال خبر) بأسلوب يلائم جميع القارئين للصحيفة ، ولكننا لاننكر بأن الصحيفة الإقتصادية لها طبيعة مختلفة عن صحف الأخرى لأنها تتعامل مع أرقام وكميات، وأوزان قائمة بالأساس على معلومات علمية بحتة . طبيعة هذه الصحافة لا تقترب من جميع القراء فلها شرائح معينة تهتمبها ، وبمفهوم وتعريف ومعنى آخر أنا هناك مواضيع تتناولها الصحافة الإقتصادية من صعب على القارىء العادي الغير إقتصادي فهمها، حيث انها كانت في سابق صحافة نخبوية ، ولكن الوضع الآن تغير لرغبة القارئين في تعرف بشكل كبير على الأوضاع الإقتصادية لأنها مرتبطة الآن أرتباطا وثيق بيوميات حياتهم ولا تقل بالأهمية وفائدة عن الصحافة سياسية.
هناك محاولات عديدة لنشر مفهوم وتعريف ومعنى الصحافة الإقتصادية بشكل أكبر في مختلف القطاعات الإجتماعية ، وصدورها بملاحق يومية تحمل أسماء مختلفة لجذب إنتباه القارئ، حيث أنه في سابق كانت لاتتعدى صفحات الإقتصادية عن صفحتين. ونظرا لإن الإقتصاد أصبح قضية جوهرية مهمة ومرتبطة بشكل مباشر بحياة الناس من جهة وقطاع الأعمال من جهة أخرى، جاء توسع الصحف في صفحات الإقتصاد.
هناك معايير رقابية متبعة تطبقها إدارات التحرير في الصحف على مختلف أنواع الأخبار والتقارير على الإقتصادي منها، حيث أن الموضوع خطير وحساس ومرتبط بشكل وثيق بالأمن القومي والإجتماعي لذلك فإن كل ما ينشر يتعرض للرقابة المشددة . الصحافة الأقتصادية لها طبيعة تعتمد على الكتابة بلغة الأرقام بدرجة كبيرة وبالغة الدقة، فليس كل صحافي بإستطاعته ان يكون محررا او مندوبا إقتصاديا ، فخطأ صغير بإضافة رقم أو حذف آخر قد يؤدي الى كارثة، كما يحتاج العامل في القطاع الإقتصادي إلى متابعة التطورات الإقتصادية والسياسية على حد سواء نظرا لارتباط السياسة بالإقتصاد .
كما ينبغي ان يمتلك الصحافي الإقتصادي مهارات التحليل للارقام والمعطيات الإقتصادية لتحقيق نجاح وإنتشار أكبر لمفهوم وتعريف ومعنى الصحافة الإقتصادية، حيث أننا ندعو الصحافيين الإقتصاديين للتخفيف وانقاص من اللغة الجادة التي يستخدمونها في كتابة موضوعاتهم الإقتصادية بلغة مبسطة يستطيع أن يفهمها القارىء العادي و بأسلوب مبسط غير معقد،كما ندعو لتخصيص مساحات أكبر للتحليلات الإقتصادية والتركيز على قضايا يبحث القارىء العادي فيها عندما يتصفح ويتابع الصفحات الإقتصادية.