إنّ من أوائل السّور التي أنزلت على سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام التي يرد ذكرالقراءة فيها سورة العلق التي تستفتح بآية تدعو النّبي لقراءة وترديد آيات القرآن الكريم التي تتنزل عليه بالوحي من الله تعالى، حيث قال جل من قائل ( إقرأ باسم ربّك الذي خلق )، ومن هنا تنبع أهميّة القراءة حيث حثّ الله تعالى نبيّه الكريم عليها، فالقراءة هي بلا شكّ وسيلة الحفظ والتّعلم، وإنّ أهمّيتها تنبع من فوائدها الجمّة للإنسان، فتعرف على ما هى أبرز تلك الفوائد:
العلم والثّقافة، فالإنسان حين يقرأ الكتب المتنوّعة في شتّى مجالات المعرفة فإنّه يقوم باكتساب العلوم والمهارات فيها، فالقراءة هي وسيلةٌ للتّعلم ولا يتعلّم الإنسان من دون أن يقرأ الكلمات وعبارات والجمل التي تحتوي بين طيّاتها الفوائد والكنوز، لذلك ترى علماءنا الأوائل كان كثيرٌ منهم يمتلك مكتبات تحتوي على مئات الكتب في مجالٍ أو أكثر من مجالات العلم، فالقراءة هي زاد العالم والمتعلّم، وإنّ نهم القراءة وشغفها يسيطر على عقول كثيرٍ من العلماء والمتعلّمين ويستحوذ على كثيرٍ من أوقاتهم بسبب الفائدة الكبيرة التي يجنونها من وراء القراءة، كما أنّ كثيرًا من المثقّفين يجدون ضالّتهم في القراءة والانكباب على قراءة الصّحف والمجلات والكتب المتنوّعة التي تمدّهم بمعرفة شيءٍ عن كلّ شيء.
القراءة هي سفير بين الشّعوب والحضارات، فالإنسان حين يقرأ في الكتب عن الحضارات السّابقة والقرون الغابرة فإنّه يتعرّف عليها، كما وتساعد قراءة الكتب التي تتحدّث عن ثقافات الشّعوب وتقاليدها الإنسان على الاقتراب منها والاستفادة منها، وبالتّالي تشكّل القراءة وسيلة تبادل للأفكار والمعلومات وهي مفتاح لولوج العوالم والحضارات المختلفة.
القراءة تنمّي العقل وتوسّع مدراكه، فعقل الإنسان بلا شكّ إذا اعتاد على القراءة توسّعت آفاقه وتفتّحت مداركه، بينما ترى الإنسان الذي لا يقرأ عقله متبلّد ومداركه مقفلة محصورة بوجهة نظرٍ معيّنة أو معلومةٍ خاطئة غير صحيحة، وبالتّالي فإنّ القراءة هو وسيلة لإنعاش العقل وتجديده باستمرار، وعلى الإنسان أن يحرص على أن يبقى عقله بابًا مفتوحًا دائمًا لقراءة كل تعرف ما هو جديد من المعلومات والأفكار ومن ثمّ تحليلها وغربلتها لكي تنضج عنده الفكرة والمعلومة الصّحيحة.
وأخيرًا فإنّ في القراءة أنسٌ للنّفس وتسلية، فالإنسان حينما يضع بين يديه كتابًا مفيدًا يحتوي على أخبار وقصص شيّقة ممتعه فإنّ ذلك يؤنسه، كما ويبعث في نفس التّشويق، وكذلك فإنّ الكتاب هو خير جليسٍ وخير رفيقٍ في السّفر لا تملّ منه النفوس ولا تسأمه القلوب.