ميز الله تعالى هذه الأمة من بين الأمم أن كتب عليها خمس صلوات في اليوم والليلة، فأن تتصل الأمة بربها كل يوم خمس مرات في أوقات مختلفة، فضلا عما يمكن أن يعمله الإنسان في غير أوقات الصلوات من الذكر والتسبيح فهذا يعني أن هذا الأمة دائمة الاتصال مع ربها فهي أمة ربانية يستحوذ جانب الدين والإيمان فيها على كثير من وقتها، ولا شك بأن الصلاة لها فوائد كثيرة في حياة المسلم تدل على أهميتها نذكر منها:
- الصلاة كعبادة تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )، فالصلاة التي يؤديها المسلم تعطيه وقاية وحماية من الوقوع في الذنوب والمعاصي، وقد كان تحريم الخمر على المسلمين في بادىء الأمر تدريجيا حيث أمر الله تعالى عباده بأن لا يقربوا الصلاة وهم سكارى حتى يعلموا ما يقولون، ولقد وجد بعض من كان يشرب الخمر العنت والمشقة في ذلك وكان دافعا للكثيرين للإمتناع نهائيا عن شرب الخمر بسبب صعوبة الجمع بينها، فالصلاة تتطلب حضور القلب والعقل والخمر تجعل الإنسان في حالة خلاف ذلك، كما أن المسلم الملتزم بأداء الصلوات في أوقاتها وفي المساجد يشغله ذلك عن التفكير في الذنوب والمعاصي إلى جانب القوة الإيمانية والروحانية التي يتمتلكها بسبب الصلاة والعبادات وتشكل مانعا قويا من ارتكاب المعاصي.
- الصلاة هي العبادة التي تبقي الإنسان متصل مع خالقه، فكما أسلفنا فإن المسلم يتواصل مع ربه جل وعلا خمس مرات في اليوم والليلة، وبالتالي تتوثق صلة العبد مع ربه بالصلاة، وما يتبع ذلك من آثار طيبة في نفس المسلم من راحة بال واطمئنان وسكينة.
- الصلاة كوسيلة لاجتماع المسلمين وتكاتفهم وتعاضدهم، فالمسلمون حين يحرصون على أداء الصلوات في المساجد فيجتمعون مع إخوانهم ويرونهم ويتشاركون معهم شؤون الحياة وهمومها، فلا شك بأن ذلك يسلي عن قلوب المهمومين ويفرج كرب المكروبين، وإن مجرد نظرة إلى صفوف المسلمين في الصلوات لهي كفيلة أن يتبين الإنسان حقيقة الصلاة ودورها في توثيق صلة المسلمين ببعضهم وجعلهم كالصف المرصوص والبنيان المحكم والجسد الواحد.
- الصلاة عنوان المسلمين الموحدين، ذلك بأن كثيرا من الأمم ضلت عن سبيل الله تعالى حين حادت عن صراط ربها، ولقد هدى الله تعالى المسلمين إلى الحق بفضله، ولا شك بأن الصلاة هي العنوان الذي يميز هذه الأمة عن غيرها من الأمم، كما أنها فاصل بين الكفر والإيمان حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام بين الرجل والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر، صدق رسول الله.