تقدير الذات هي الناتج الطبيعي للثقةِ بالنفس ، و النتيجة مكافأتها بالتقدير لها و السعي لسموها و نجاحها و الإيمان بقدرات الذات ، أي بمعنى آخر هي المرآة التي ينظر بها المرء إلى أعماقه ، ليرى قدراته بصورة واضحة ، و يعمل على إخراجها و تطويرها .
و التقدير للذات صفة مكتسبة لا تخلق مع الإنسان ، تزداد الثقة بقدرة التجارب في الحياة و القدرة على التصرف حيالها و مواجهتها ، و المراحل المبكرة من عمر الإنسان هي أهم المحطّات في بناء و تنمية ذاته ، و ذلك عن طريق منح الطفل الأمان ، و تكليفه بمهام ، و التأكيد له بأنه لديه القدرة على إنجازها ، من هنا تتولّد الثقة بالنفس لدى الأطفال ، و بالتالي تقديرهم للنتائج التي توصلوا لها في حل تلك المهام ، و التفكير بطرق ووسائل أخرى أكثر تعقيداً في حل و مواجهة أمور أكثر صعوبة ، و يزداد تقديرهم لذاتهم و الرضى عن أنفسهم في الحياة .
و افتقاد الإنسان للثقة بالنفس ، يفقده تقديره لها ، و بالتالي يميل إلى الإتكالية في حل أمور حياته ، و الإنزواء و البعد عن الإبتكار و المشاركة ، أي بمعنى آخر يضع الإنسان نفسه في زاوية ( المهمشين ) بهروبه و عجزه عن مواجهة الأمور ، و تضعضع ثقته بنفسه و تقديره لها .
و الناتج الطبيعي لاحترام الذات هو الرضى و القبول في أوساط المجتمع ، الذي يحيا الفرد به ، و تقدير الذات ينشأ من تحدي الروتين و العادة في الحياة و ابتكار كل تعرف ما هو جديد و الإيمان بالقدرة على مواجهة التحديات في سبيل تحقيقها .
و يلزم الإنسان الهدوء و السكينة ، و العفوية و حسن السجيّة و العزيمة على تحقيق الأمور و الحماس ، و القدرة على التعبير في الإقناع و ماسك ، و الإيمان بتحقيق نتائج ايجابيّة ، و العمل على تحقيق هذه الأمور بالإعتماد الكلي على النفس ، و أن تنغرز في الإنسان روح التعاون و المشاركة لإنجاز ما يصبو إليه ، و دراسة قدرته و قوة تحمله في سبيل تحقيق أهدافه .
و لضمان الوصول للنجاح المنشود ، وجب عليه التخطيط لأي أمر يسعى لتحقيقه جيداً ، و أن يتجنب الأمور الروتينيّة في أعماله ، و أن يردد دوماً ( نعم أنا أقدر ) ( نعم إن الأمر هيّنٌ ، و أستطيع إنجازه على أكمل وجه ) ، و الأهم بأن لا تحبطهم نجاحات الآخرين ، و لتكن حافزاً لهم في زرع روح المنافسة " الشريفة " في الأعماق للوصول إلى ما و صل الآخرين إليه من نجاحات .
و غالباً ما يتخذ من يتحلى بهذه الصفات دور ( القيادة ) ، ويصبح المرجع في حل الأمور و معالجتها .
و من يمتلك هذه الصفات أيضاً تكون عادةً لديه لغة الحوار مع الآخرين ، و تحمل النقد البنّاء و النصائح التي ستعود دوماً عليه بالفائدة ، و تعزيز تقديره لذاته ، و بالتالي تقديره للآخرين و تقدير الآخرين لشخصه و حضوره .
المراجع :
- ويكبيديا ، الموسوعة الحرّة .