تقدير الذات يعني أنه عندما ينظر الإنسان إلى نفسه بعين نفسه فهل يرى نفسه بصورة ممتازة أم بصورة سيئة ؟؟ هل يقدر هذا الإنسان ما يراه في نفسه من صفات او مهارات أم انه يتجاهل كل ذلك فلا يرى إلا عيوبه وآفاته وعلله النفسية وغيرها ؟؟
فتقدير الذات بمعنى أن ينظر الإنسان إلى نفسه برضا وقناعة وإيجابية، امر ضروري جداً من أجل أن يستطيع الإنجاز والعمل والتطور والتأثير ونتائج في مجتمعه وفي كافة من حوله من الناس، وهي ضرورية أيضاً حتى يحقق الإنسان أعماله المختلفة وحتى يكون قادراً على الاستمرار في تطويره لنفسه فتطوير النفس هو بوباة النجاح في الحياة والتي تفتح على مصراعيها امام من يمتلكون العدد الأكبر من المهارات المختلفة سواء من مهارات الحياة أم من مهارات الاتصال أم من مهارات التخصص أم من أي نوع من أنواع المهارات الأخرى.
تقدير الذات والنظرة الإيجابية لها، ليست وليدة اللحظة وليست وليدة الصدفة بل هي أمر مكتسب، حيث أن الإنسان يستطيع أن يعمل على تطوير ذاته بطرق ووسائل متعددة وفعالة جداً، حيث يمكن اكتساب هذه العادة ابتداءً منذ الصغر، فالإنسان يبداً في تشكيل نظرة إيجابية اتجاه نفسه منذ مرحلة الطفولة، وهذه المهمة الحساسة منوطة بالأهل بشكل كبير، فالأهل هم اول من يعطي للطفل قيمته عن طريق تشجيعه عند نجاحه وعدم إحباطه، وأيضاً عن طريق أن يكلف الأهل أطفالهم بمهمات ليست بالمعقدة والتي تناسب سنهم وأدواتهم ومهاراتهم التي يمتلكونها، فعندما يقوم الأطفال بإنجاز هذه المهام تزداد ثقتهم بأنفسهم بشكل تلقائي، وبالتالي سيزداد تثديرهم لذاتهم.
أمّا الكبار فيزداد تقديرهم لذاتهم عن طريق اعترافهم باخطائهم والعمل الجاد على مواجهة هذه الأخطاء ومحاولة حلها، بكافة الطرق ووسائل الممكنة، لأن الاعتراف بالخطأ هو مفتاح من مفاتيح ازدياد تقدير الإنسان لنفسه بشكل كبير جداً، ومن هنا يمكننا الاستنتاج ولو ضمنياً أن تقدير الذات يحتاج إلى شجاعة، شجاعة في مواجهتنا لانفسنا وشجاعة في حل ما يعترضنا من مشكلات صعبة. كما ويزداد تقدير الإنسان لذاته عندما يكون هذا الإنسان محباً لنفسه.
من علامات و دلائل عدم تقدير الذات أن يكون الإنسان أن يتعب الإنسان نفسه وهو يرضي الآخرين كما أنّ من أهم علامات و دلائل ضعف تقدير النفس أن يجنب الإنسان سماع أي انتقاد له، وأن يخاف منا التحدث أمام عدد كبير من الناس، كما أنّ الثقة بالنفس هي نتيجة من نتائج تقدير الإنسان لذاته وليس العكس.