الخوف من الأمور الضرورية للإنسان، إذ يعمل الخوف على ضبط جودة التصرفات الحياتية التي يقوم بها كل فرد منا، حيث يساعد الخوف الطبيعي والمحدود الإنسان على اتقان عمله، ويجنبه كافة الأمور السيئة التي قد تترتب على ارتكابه خطأ معيناً أثناء قيام الإنسان بعمل ما بسبب خوفه من العواقب الوخيمة التي يجر إليها الفشل في تحقيق الأمر. أما الخوف عندما يتعدى هذه الحدود ويصبح مسيطراً سيطرة كبيرة على نفس الإنسان فإنه يعمل حينها على تثبيط معنويات الإنسان ومنعه نهائياً من القيام بأي عمل ينوي أن يقوم به، ومن هنا فهذا النوع من الخوف يدمر مستقبل الإنسان، وييوقف نشاطه ويمنعه من أداء مهامه وواجباته المطلوبة منه.
ومن هنا نستطيع أن نقول أن هذا النوع من الخوف يجب مقاومته ومنعه نهائياً من ان يسيطر علينا ومن أن يدمر ما فينا من حماس وهمة. يتوكن الخوف بدرجة كبيرة عند الإنسان من أمر معين من الأمور حيث أن هذا الأمر قد ينتج من حدث معين يتعرض له الإنسان خلال فترة من فترات حياته، مما ينتج عنه رهبة كبيرة من تكرار هذا الفعل مرة أخرى، وهذه الرهبة من شأنها أن تعيق حياة الإنسان إن لم يحسن التعامل معها بشكل أو بآخر بحيث يقضي عليها نهائياً من حياته.
من أهم الأمور التي يتوجب فعلها عندما يريد الإنسان أن يقاوم خوفاً معيناً هي مقاومة زيادة الثقة بالنفس، حيث أن الثقة بالنفس تبعث اليقين في قلب الإنسان من أن ما تعرض له سابقاً لن يتعرض له الآن لأنه فقد درس الموضوع من كافة جوانبه المختلفة والمتنوعة، وسيعمل جاهداً بالقليل من التركيز أن يتجاوز هذا الامر، إضافة إلى ذلك يتوجب الابتعاد عن كافة الناس الذين يعملون على تثبيط العزيمة وزيادة الخوف في القلب، واستبدالهم بالناس الإيجابيين الذين يساعدونه على تجاوز كافة المعيقات التي تعترض طريقه، والذين يثبتونه في حالة الخوف والفزع، ويساعدونه قدر الإمكان على إبعاد هذه الوساوس عن عقله، لأنها مصدر ضرر كبير عليه.
كما ويتوجب على الإنسان أن يلجأ إلى الروحانيات في حالة الخوف، فالله تعالى هو القوة العظمى في هذا الكون الذي يحيطنا برعايته وحمياته لنا من أي خطر مهما كان. وأخيراً يتوجب على الإنسان أن يعمل على زيادة معرفته بالأمور المختلفة وطلب العلم لأنه السبيل الوحيد لإبعاد الخوف عن الإنسان، حيث يعمل العلم على إبعاد الشبهات وكشف المجهول وبالتالي تخفيف المخاوف.