مخاوف الإنسان من الأشياء التي تشكل حاجزاً بينه و بين أي عمل يود أن يؤديه، بحيث تمنعه هذه المخاوف عن أن يحقق رغبته في أداء عمل ما أو تحقيق أمنية ما تجول في خاطره، وهذه المخاوف ناشئة من عدة ما هى اسباب منها الظروف الاجتماعية و تعرض الإنسان لمواقف في صغره أثرت في شخصيته وعملت على تشكل مخاوف لديه، إضافة إلى أن المخاوف قد تكون ناشئة من قصة ما سمعها أو من حدث عايشه بأم عينه فأصبح متوجساً من القيام بنفس هذا العمل حتى لا تحدث له نفس النتائج التي حصلت لغيره، وهناك المخاوف الناشئة من حديث الناس إليه، حيث أنهم خلال حديثهم معه قد يبثون فيه بعض المخاوف مما يؤدي إلى منعه من أداء الأشياء التي يود القيام بها.
حتى يستطيع الإنسان أن يتغلب على مخاوفه يتوجب عليه أولاً ان يعرف قدراته و أن يقف بنفسه و أن يحاول التغلب على نقاط ضعفه وأن يعمل على تطويرها حتى تصبح نقاط قوة يستطيع استغلالها لنجاحه، كما و يتوجب على الإنسان أن يكثر من الجلوس مع الناس الإيجابيين إذ انهم يبعثون التفاؤل في النفوس، و لا يقصد هنا بالإيجابيين، أولئك الناس الذي ينظرون إلى الإيجابية على أساس مادي بحت، فالإيجابية لا تقاس بما يملكه الإنسان في جيبه، بل تقاس بمدى الفكر الذي في عقله، فغالبية من ينظرون للإيجابية اليوم هم ممن ينظرون للإيجابية على الأساس المادي البحت ... للأسف الشديد.
كما و يتوجب أيضاً على الإنسان أن يحاول قدر الإمكان أن يبعد الأفكار السلبية عن رأسه، وأن ينظر إلى المنافع التي قد يحققها عندما يقوم بتأدية أمر أو عمل معين، لان عدم تأدية هذا الأمر سيعود عليه بالخسارة الكبيرة، كما و يتوجب على الإنسان أن يعلم أن هذه المخاوف إن استمرت في عقله وظلت مسيطرة عليه ومهيمنة على تحركاته، فإنها سوف تعمل في النهاية على أن تدميره وشله كلياً عن الحركة.
فإن أردنا تلخيص موضوع التغلب على المخاوف على شكل نقاط فإننا نرى أن الإنسان يجب عليه أن يعلم حجمه الطبيعي وإمكاناته وأن يسعى إلى تطويرها قدر الإمكان، ثم عليه أن يدرس كافة الجوانب للأمر المقبل عليه بموضوعية وعقلانية فإن أفضت هذه الدراسة إلى فوائد كثيرة يتوجب عليه أن يستجمع قواته وأن يعمل على زيادة معدل ثقته بنفسه وقدراته حتى يستطيع النجاح في النهاية.