جريمة الزنا
من صفات عباد الله المتقين التي ذكرت في القرآن الكريم أنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم من الذنوب، وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف عددا من كبائر الذنوب ومن بينها جريمة الزنا، وقد جاءت تلك الجريمة والكبيرة إلى جانب كبائر أخرى من بينها الشرك بالله وعقوق الوالدين والتولي يوم الزحف، فتعرف على ما هى تلك الكبيرة وما تعريفها الشرعي ؟ وتعرف على ما هى عقوبة هذه الكبيرة ؟ وطريقة كيف لمرتكبها أن يكفر عنها ؟
تعريف ومعنى الزنا شرعا
عرف العلماء والفقهاء المسلمون الزنا بأنه وطء الفرج المحرم شرعا، فيخرج من كبيرة الزنا كل معصية يرتكبها الرجل مع امرأة أجنبية دون وطء الفرج. قد صح في الحديث الشريف أن رجلا أتى النبي الكريم مبينا له أنه قد أتى من امرأة أجنبية كل ما يأتيه الرجل من زوجته إلا أنه لم يجامعها، فتلا عليه النبي عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين)، فالاستغفار من المعاصي هي كفارة لها شريطة أن يكون هذا الاستغفار وتلك التوبة نصوحا أي يقلع المرء عنها مع الندم عليها وعقد النية على عدم إتيانها مستقبلا.
عقوبة الزنا وكفارته
جعل الله سبحانه وتعالى لعدد من كبائر الذنوب والمعاصي حدودا شرعية، وهذه الحدود تعتبر عقوبة لمرتكب الكبيرة في الدنيا، فإذا ما ارتكب مسلم كبيرة الزنا ثم أراد أن يكفر عن سيئاته، فإن عليه أن يعترف أمام القاضي وولي الأمر بذلك ليقيم عليه الحد الذي يطهره من ذنوبه كلها، وتختلف تلك العقوبة فيما إذا كان مرتكب تلك الكبيرة متزوجا أم لا.
غير المتزوج عقوبته تكون بجلده أمام الناس مائة جلدة، وتغريب عام كما جاء في الحديث الشريف، والمتزوج المحصن الذي عرف قدسية الزواج تكون عقوبته الرجم بالحجارة حتى الموت، ولا يقام على مرتكب الزنا الحد في كلتا الحالتين إلا إذا ثبت بالدليل القاطع على أنه ارتكب هذه الكبيرة، فإما أن يعترف بالزنا أمام القاضي، وإما أن يقوم أربعة من الشهود العدول بإثبات تلك الجريمة عليه، وتكون شهادتهم متطابقة مع بعضهم البعض بدون تناقض أو اختلاف.
كفارة الزاني الذي لا يقام عليه الحد
أما بالنسبة لمرتكب الزنا الذي لا يقام عليه الحد بسبب عدم اعترافه بتلك الجريمة أو عدم وجود شهداء على هذا الفعل، فإن أمره إلى الله تعالى فإن شاء الله غفر له يوم القيامة، وإن شاء الله عذبه، وقد صح في الحديث الشريف أن النبي قد ادخر الشفاعة لأهل الكبائر من أمته، وفي هذا فضل من الله تعالى على هذه الأمة ورحمة بها.