من الأمور التي يجب معرفتها أنَّ الكرة الأرضية التي نراها اليوم هيَ ليست التي كانت قبل الآف السنين؛ لأنَّ معالم الأرض تتغيّر مع مرور الزمن كما أنَّ الأرض كانت في يوم من الأيام عبارة عن قارّة واحدة عملاقة هيَ قارّة بنغايا، وقد تبيّن هذا الأمر بوجود حيوانات بريّة ظهرت أحافيرها لنا الآن في هذا العصر وقد تواجدت أحافير هذهِ الحيوانات البريّة على حوافّ قارات تفصل بينها محيطات وبحار ولكنّها كانت في يوم ما أرضاً واحدة لأنَّ هذهِ الحيوانات لا تستطيع السباحة عبر المحيطات الشاسعة.
ومن الأسرار التي تركها لنا هذا التغيّر الجغرافيّ هو ما يُعرف بأرض الواق واق، أو جُزر الواق واق، وكثير من الناس عندما يُريد الحديث عن الأماكن السحيقة في البُعد أو النائية عنّا يقول بأنّ هذا المكان أبعد عن الواق واق، فتعرف على ما هى الواق واق، للعلم فقط فإنَّ هذهِ البلاد الآن غير معروفة لدينا بشكلٍ واضح وكثير من الناس يصفها على أنّها من وحي الخيال وأنَّ لا وجود لها في الحقيقة، وقد وصلت إلينا أخبار هذهِ البلاد من خلال كتب الجغرافيا القديمة والتراث القديم الذي وضعه المهتمّون بعلوم الأرض والطبيعة.
وقد تحدّث عن بلاد الواق واق العديد من القُدامى والمحدثين ، ومن الذين تحدّثوا عن بلاد الواق واق هو الرّحالة العربيّ الشهير ابن بطوطة حيث نقل إلينا وصف هذهِ المنطقة بأنها في جهة بلاد الصين حيث بحر الصين أو ما يُعرف حاليّاً باليابان، وقد وصَف أنَّ أصل هذهِ الكلمة هي الكلمة الصينيّة واكو واكو، ومن الذين تناولوا الحديث عن هذهِ البلاد هو الإدريسيّ حيث رسم خارطة للعالم القديم يوضّح فيها معالم الجغرافيا حسب الرحلات التي كان يقوم بها وحسب الوصف السائد، وقج وضع الإدريسيّ موقع جزر الواق واق في جهة الجنوب الإفريقيّ كتعرف ما هو في خريطة الإدريسيّ الشهيرة في وصف العالم القديم.
وقد اكتنف تسمية هذهِ البلاد بالواق واق أيضاً سببٌ غريبٌ جدّاً نذكرهُ هنا على سبيل الاستئناس حيث يُروى عن سبب تسميتها بالواق واق أنَّ في هذهِ البلاد أشجاراً غريبة لها ثمر شبيه بأشكال النساء حيث إنّ هذه الثمار والتي هي على شكل النساء مرتبطة بأغصان الشجر كالنساء من شعورها، ويُقال أنّ هذا الثمر إذا حان وقت نضوجه وسقط على الأرض ومرّت الرياح من خلاله فإنّها تُصدر أصواتاً غريبة وكأنّها تقول كلمة واق واق، وهذهِ الرواية إنّما وصلت إلينا من خلال كُتب التراث القديمة.
وقد تناولت كُتب التراث وصف هذهِ البلاد بأنّها كثيرة الخيرات وبعضهم قال أنّها عبارة عن مجموعة من الجُزر أو الأرخبيل ويبلغ عدد الجُزر فيها قرابة 1700 جزيرة، وبأنّ هذهِ الجزيرة تتميّز بوفرة الذهب فيها.
