جزيرة ميكونوس
جزيرة ميكونوس هي واحدة من الجزر اليونانيّةِ الواقعة في بحر إيجة في الجهة الجنوبيّة الوسطى ضمن أرخبيل الكيكلانس، وهي محاطة بجزر ناكسوس وتينوس وسيروس وباروس. تعتبر ميكونوس واحدة من البلديّات اليونانيّة، تتبع إداريّاً لمقاطعة كيكلانس التي تشكل أحد أجزاء إقليم جنوب إيجة.
المساحة والتعداد السكاني
تبلغ مساحة جزيرة ميكونوس ما يقارب المائة وخمسة كيلومترات مربعة، وتبلغ أعلى نقطة في الجزيرة حوالي الثلاثمائة واثنين وسبعين متراً. بلغ عدد سكانها وفق التعداد السكاني لعام ألفين وواحد ما يزيد عن التسعة آلاف وثلاثمئة وعشرين نسمة، يقطن حوالي ستة آلاف وخمسمئةٍ وواحدٍ وأربعين من السكان في بلدة ميكونوس، وما تبقى فإنهم يقطنون في عددٍ من القرى الصغيرة المحيطة، ومن أهمها قرية آنو ميرا.
تتشكّل الجزيرة من صخرةٍ غرانيتيّة، ولا تملك الجزيرة أي مصدرٍ للمياه العذبة الجارية بسبب قلّة الأمطار التي تهطل عليها، وذلك بسبب وقوعها في منطقة الظل المطري في الجبال القاريّة اليونانيّة.
التسمية والميثولوجيا
وفق الميثولوجيا الإغريقيّة فإن اسم جزيرة ميكونوس يعود إلى اسم حفيد أبوللو (ميكونوس) إله الشعر والشمس، وقد قالت الأسطورة بأنّ ميكونوس كان بطلاً محليّاً.
أما البلدة التابعة للجزيرة فإنها تملك اسماً آخر بالإضافة لميكونوس وهو (خورا)، ويعني باللغة اليونانيّة البلدة، ويتمّ إطلاق هذا الاسم على أكبر بلدة في الجزر اليونانيّة، وليست حكراً فقط على بلدة ميكونوس.
ترتبط بجزيرة ميكونوس أسطورةٌ أخرى تحكي أن العمالقةَ الذين قاموا بقتل زيوس (أب الآلهة والبشر)، قد دفنوا تحت صخور الجزيرة الغرانيتيّة.
نبذة تاريخيّة
يقال بأنّ الفينيقيين أوّل من استوطن جزيرة ميكونوس، تبعهم الإيونيّون القادمين من أثينا في القرن العاشر قبل الميلاد، وبهذا تشكلّت في الجزيرة مستوطنتان لكنهما لم تصلا مرتبة المدن الكبرى والقويّة، بسب فقر الجزيرة للموارد الطبيعيّة والزراعيّة.
توقف بها الفرس لفترةٍ قصيرة خلال فترة حربهم مع الإغريق، وأصبحت الجزيرة بعد هذا تابعةً للرومانيين تلاهم البيزنطيون، الذين عملوا على تحصينها في القرن السابع الميلادي، لرد الغزوات المتكررة التي كان يقوم بها العرب على جزر بحر إيجة.
احتل الفينيسيّون الجزيرة عام ألفٍ ومئتين وأربعة للميلاد، وفي عام ألفٍ ومئتين واثنين وتسعين احتلها الكتلانيّون، لكن الفينيسيّين أعادوها عام ألفٍ وثلاثمئةٍ وتسعين.
تعرضت الجزيرة لهجومٍ مدمر قام به القائد خير الدين بارابروسا بأمرٍ من السلطان العثماني سليمان القانوني عام ألفٍ وخمسمئةٍ وسبعة وثلاثين للميلاد، واستمر التواجد العثماني عليها عبر مجلسٍ عثماني محلي مشترك حتى عام ألفٍ وسبعمئةٍ وثمانية عشر، حيث فرض العثمانيّون سيطرتهم الكاملة عليها.
ثارت الجزيرة على الأتراك خلال حرب استقلال اليونان التي انطلقت عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وعشرين، بقيادة مافرو ماندويينوس، لتنضمّ بعدها الجزيرة إلى الدولة اليونانيّةِ الحديثة.