الزكاة في الإسلام ليست للعبادة فقط، وإنّما لحل مشاكل وعيوب متعددة في المجتمعات، حيث أنّها تعمل على منع تكوّن الطبقات الاجتماعية التي تؤثر بشكل سلبي كبير على المجتمع، فالطبقات الاجتماعية هي التي المسبب الرئيسي والأساسي للجرائم المجتمعية وبشكل كبير جداً، حيث أنها تعمل على زيادة الحقد وبالتالي زيادة السرقة، والسرقة أحياناً تترافق مع القتل أو مع الاغتصاب أو مع أية جريمة أخرى. والشريعة المحمدية ولأنها شريعة إلهية أنزلها على الرسول محمد، فقد أخذت بعين الاعتبار أثر الفقر على المجتمعات وخطورة هذا الأمر، فهو يعمل على تدمير البنية العقلية والفكرية للإنسان، لأن الإنسان الفقير لن يكون قادراً على تلبية احتياجاته الأساسية من مأكل ومشرب وجنس، وبالتالي سيستحيل إلى كائن مجرم لا محالة، فالمجتمع هو من صنعه والمجتمع هو من سيحاسبه في نهاية المطاف وربما يحكم عليه بالإعدام متناسين أنهم حكموا عليه بالإعدام، والأدهى والأمر عندما يكون هذا الإعدام باسم الدين وباسم تنفيذ الحدود والقصاص، فسحقاً لهذا التفكير ...
من هنا كانت الزكاة في الإسلام وسيلة للتوزيع العادل للثروة في المجتمع، ومن هنا أيضاً فالزكاة ليست منة أو حسنة من الغني يعطيها ويهبها للفقير والمحتاج، بل هي فرض عليه وهي مال الفقير والمحتاج وليست مال الغني، ولكنها وجدت في مال الغني وهو الوسيلة التي ستنقل بها إلى الفقير. إذا استطاع الناس النظر بهذه الطريقة إلى الزكاة، وليتهم ينظرون، فإن ذلك سيقلل من الفقر بنسبة كبيرة خاصة وإن أحسنت الدولة استغلال هذه الأموال بما فيه المنفعة لأكبر عدد من الناس، فأموال الزكاة كانت فيما مضى مصدر دخل الدولة، ولكن اليوم ومع تطور النظام الاقتصادي في الدولة أصبح هناك مصادر دخل أخرى للدولة منها الضرائب، ولكن دفع الضرائب لا يعني إيقاف الزكاة فالزكاة شيء والضرائب شيء آخر. وإن لمك تفرض الزكاة بسلطة القانون على المواطنين فهذا لا يعني أن الزكاة لا تجب عليهم. ولا يمكن ولا بأي حال من الأحوال الاستهانة بمبالغ الزكاة المجموعة فهي مبلغ كبير جداً وضخم خاصة في البلاد التي تعج بالثروات وبالأغنياء، ولكنها وفي المقابل بسيطة جداً على المقدر فهي لا تتجاوز ما نسبته 2.5 % فقط من إجمالي الثروة وتدفع مرة واحدة في العام فقط وإن بلغ المال القيمة الدنيا التي تجب الزكاة عليها والحد الأدنى الذي تجب الزكاة عليه هو ما يعرف بالنصاب. ومن هذه الشروط فإن نصاب زكاة الذهب يساوي 85 جراماً فما فوق، والمعادلة التالية هي المستخدمة في حساب قيمة زكاة الذهب
قيمة زكاة الذهب = ( كتلة الذهب بالجرام X العيار X سعر الجرام الواحد X 2.5 % ) / 24
والذهب المستخدم للادخار بالإضافة إلى الذهب المستخدم في التجارة هو ما تجب زكاته، بحسب ما قاله البعض، في حين ذهب البعض الآخر إلى إضافة الذهب الذي تتزين المرأة به إلى الذهب الذي تجب زكاته.