تعدّ الزكاة واحدة من أعظم العبادات في الدين الإسلامي الحنيف، والتي يعطي فيها الغني جزءاً من ماله للفقير والمحتاج، فهذا المال الذي يدفعه الغني للفقير والمحتاج هو حق للفقير وليس منّة منه ولا فضلاً، ومن حبسه عن الإخراج كأنه حبس ديناً أو حقاً من حقوق الناس عليه، ومن هنا فإن الإنسان الذي يمنع الزكاة عن إخراجها فهو يمنع الخير العظيم عنه ويجلب على نفسه الوبال والحسرة والندامة بسبب تشديد الله تعالى عليها وعلى ضرورة إخراجها من أموال الأغنياء ودفعها إلى الفقراء.
لقد ذكرت الزكاة وذكرت مشروعيتها في كتاب الله تعالى فقد قال تعالى: " وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ " كما قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " وهناك مواضع أخرى متعددة ومختلفة في القرآن الكريم تدل وتشير إلى وجوب الزكاة على المسلمين.
تطوّر تاريخ الزكاة في التاريخ الإسلامي، ففي زمن الرسول الأعظم والصحابة الكرام وما تلا وأعقب تلك العصور وإلى حد ووقت قريب من اليوم، كانت الزكاة تشكل مصدر الدخل الرئيس والوحيد في الدولة، أما اليوم فهناك العديد من مصادر الدخل التي تعتمد عليها الدول، وهذا لا يعني عدم وجوب الزكاة بل على العكس تماماً فالزكاة اليوم واجبة أكثر من أي وقت مضى فمن يموتون فتسلط الأغنياء على الفقراء في هذا الزمن لم يسبق له مثيل، مما أدّى إلى موت الناس جوعاً وبرداً وعطشاً في جميع مناطق العالم، لهذا يتوجب على الأغنياء أن يدعمو الفقراء بزكاة اموالهم وأن يلتزموا بها وأن لا يكتفوا بها بل يتوجب أن يدعموها بالصدقات حتى ينالوا رضى الله تعالى عنهم.
الزكاة واحدة من التشريعات التي جاءت بها الرسالة المحمدية ، لهذا فقد وجبت من أموالهم، و من أبرز شروط الزكاة أنها يتوجب أن يمر عام كامل على هذه الأموال، بالإضافة إلى بلوغها النصاب و النصاب هو الحد الأدني من المال الذي تتوجب فيه الزكاة، كما و أن يكون المال معداً للتجارة أو أن تكون المواشي نامية، كما ويتوجب أن يكون المزكي بريئاً من أي دين من الديون، فالديون لها الأولوية في السداد. أما نصاب النقود فهو ما يكافئ 85 جراماً من الذهب الخالص و نسبة الزكاة التي يتوجب إخراجها هي 2.5 % من إجمالي ثروة الإنسان.
