فرض الله عز وجّل شهر رمضان وله أجر عظيم مختلف عن سائر الأيام ؛ وهو شهر الصوم ، حيث لقبه رسول الله صل الله عليه وسلم بـ "شهر الله" ، وهو الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم ، وهو الشهر الذي تتنزل فيه بركات الله ورحمته ويطّهر النفس من الأردان كما يطهر الأرض من الأوساخ .
ومن الشروط التي وضعها الإسلام بعد صوم رمضان هي زكاة الفطر " أو زكاة الأبدان " ، وهي واحدة من الأنواع المفروضة على المسلمين من الزكاة ، وهي مفروضة على الأشخاص لا على الأموال ، ومن الأدلة على وجوب زكاة الفطر:
- روي عن ابن عباس رضي الله عنه" : "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ ".
- كما فرض الاسلام زكاة بسيطة على عدد أفراد أسرة الشخص: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: " فرض رسول الله "صلّى الله عليه وسلّم" زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير ، زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين".
- كما أنّ زكاة الفطر لها وقت محدد في اخراجها من لحظة دخول رمضان إلى قبل خروج الناس لصلاة العيد، لقول عمر بن الخطاب : " وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ".
وحكمة زكاة الفطر أن فيها طهرة للصائم لكي تصلح أجر الصائمين ولكي يفرح به فرحاً تاماً يوم القيامة ، وكما تجب زكاة الفطر على كل مسلم لديه ما يزيد عن حاجته وقوته وقوت عائلته، وتجب على المستطيع، قال الشافعي: وَكُلُّ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَوَّالٌ وَعِنْدَهُ قُوتُهُ وَقُوتُ مَنْ يَقُوتُهُ يَوْمَهُ وَمَا يُؤَدِّي بِهِ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْهُ وَعَنْهُمْ أَدَّاهَا عَنْهُمْ وَعَنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلا مَا يُؤَدِّي عَنْ بَعْضِهِمْ أَدَّاهَا عَنْ بَعْضٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلا سِوَى مُؤْنَتِهِ وَمُؤْنَتِهِمْ يَوْمَهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ وَلا عَلَى مَنْ يَقُوتُ عَنْهُ زَكَاةُ الْفِطْر .