أريحا أقدم مدينة عربية بالعالم
تعرف باسم أقدم مدينة في العالم، وأخفض بقعة على الأرض، كما يطلق عليها البعض اسم مدينة القمر، وهي عبارة عن مدينة فلسطينية تقع تحديداً في الضفة الغربية على مقربةٍ من نهر الأردن وإلى الجهة الشمالية من البحر الميت على بعد ستة عشر كيلومتراً، بحيث يعود تاريخها إلى حوالي عشرة الآف سنة ما قبل الميلاد، كانت في الفترة ما بين عامي 1948م و1976م خاضعة لحكم المملكة الأردنية الهاشمية، ومن ثمّ خضعت للاحتلال الاسرائيلي، وفي العام 1994م دخلتها السلطة الوطنية الفلسطينية وتولت إدارتها.
أصل التسمية
يعتبر الساميون هم أول من قام بتسمية أريحا بهذا الاسم، نسبةً إلى ابنة مالك بن أرنخشد بن سام بن نوح، المعروفة باسم أريحا، وهذا يشكل مؤشراً على أنّ الاسم سامي الأصل، وبالنسبة للكنعانين فإنّ هذا الاسم يعني القمر، وهي كلمة مشتقة من الفعل يرحو أو يرح، بناءً على اللغة السائدة في الجهة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وتعني القمر أو الشهر، وفي التوراة اليهودية فمدينة أريحا مذكورة تحت اسم يريحو، وعند السريان فهي تعني الأريج أو الرائحة.
وقد ازدهرت المدينة في العهد الروماني؛ حيث قاموا خلاله ببناء الأبنية الأثرية تحديداً على ضفاف نهر القلط، وبدأت خلاله بتصدير التمر، وظلت حتى العام 1908م عبارة عن قرية أو حتى مكان أصغر منها، إلى أن أصبحت مركزاً أو قضاءً باسم أريحا خلال فترة الانتداب البريطاني، وحالياً تعتبر أريحا من اجمل وافضل وأبرز المدن السياحية في فلسطين، حيث يذهب إليها الناس من جميع أنحاء المنطقة لقضاء فصل الشتاء فيها؛ بحيث يكون الجو دافئاً في الشتاء، وحاراً جداً في الصيف، أو للاستمتاع برؤية البحر الميت وزيارة المنتزهات والمنتجعات المنتشرة بكثرة فيها.
التاريخ
والمدينة القديمة منها يطلق عليها الآن اسم تلال أبو العلايق التي تقع تلال السلطان إلى الشمال منها، وقد بنيت في الفترة ما بين عشر الآف إلى إحدى عشر سنة، أي في العصر الحجري، وكانت بيوتها بدايةً عبارة عن طين، يحيط بها خندق بعرض ثمانية وعشرين قدماً وعمق ثمانية أقدام، ومبني من الصخر، وتمّ اكتشاف مجموعة من الأدوات المصنوعة من البرونز والفخار والأخشاب، إضافةً إلى مجموعة من الأقمشة.
وحالياً تعتبر البوابة الشرقية للمدينة، وتتضمن مجموعة من الطرق ووسائل المعبدة التي تتصل بمدينة القدس وعمان والخليل، على بعد ثمانية وثلاثين كيلومترات وسبعين كيلومتراً على التوالي، ووجد فيها مجموعة من الآثار التي تدل على وجود مستعمرات سكانية فيها يرجع تاريخها لحوالي تسعة الآف سنة ما قبل الميلاد، حيث بنيت أول مستوطنة فيها خلال العام التاسع عشر قبل الميلاد، وكانت بالقرب من عين السلطان.