الذكاء العاطفي
ويعرف باللغة الإنجليزيّة بمصطلح (Emotional intelligence)، هو قدرة الشخص على التعامل مع عواطفه، بالاعتماد على مجموعة من المهارات الخاصّة، ويعرف أيضاً بأنّه القدرة على التحكّم بالعواطف الشخصيّة، وجعلها أكثر تأقلماً مع طبيعة الموقف، أو الحدث الذي يوجد فيه الإنسان، وكلما كان الفرد قادراً على التحكم بعواطفه تميّز بنسبة محددة من الذكاء، يطلق عليها مسمى الذكاء العاطفي.
ولا يشمل الذكاء العاطفي معرفة العواطف الشخصيّة فقط، بل من المهم أن يكون الإنسان قادراً على إدراك وتمييز عواطف الأشخاص المحيطين به، أو يُحسن التأقلم معها، ومعرفة اختيار الوسائل المناسبة للتحكم بها، وخصوصاً عند مشاركتهم في مواقف معيّنة، مثل: المشاركة في الحُزن على فقدان شخص عزيز، أو المشاركة في الفرح؛ بسبب تحقيق النجاح.
تاريخ الذكاء العاطفي
إن أقدم الدراسات حول الذكاء العاطفي، ترتبط بمجموعة من الأبحاث التي أعدّها عالم النفس داروين في عام 1900م، فقد اهتم بدراسة تأثير ونتائج مستوى الذكاء العاطفي في تعامل الأفراد معاً، فدرس القدرة على البقاء من خلال التعبير عن العاطفة، ثم ربطها في تحليل العوامل المحيطة به.
وفي الربع الأول من القرن العشرين اهتمّت مجموعة من الباحثين في دراسة عوامل أخرى مؤثرة في الذكاء العاطفيّ، مثل: ربط القدرة على التحكّم في المشاعر أثناء التعرّض لمشكلة ما، فعندما يتمكن الإنسان من حل هذه المشكلة بنجاح، عندها يتميّز بأنه يمتلك نسبةً ممتازة من الذكاء العاطفي، وفي عام 1983م حرص العالم جاردنر على وضع نظريّة خاصّة في هذا النوع من الذكاء، وأطلق عليها اسم نظريّة الذكاء المتعدد.
نماذج الذكاء العاطفي
يرتبط مفهوم وتعريف ومعنى الذكاء العاطفي عموماً بتحقيق مجموعة من النماذج الفكريّة ضمن الإطار المرتبط بهذا النوع من الذكاء، وتم تقسيم هذه النماذج إلى الأنواع الآتية:
نموذج القدرة
ويعرف باللغة الإنجليزية باسم (Ability model)، وهو النموذج الذي يهتم بدراسة القدرة على إدراك المشاعر المختلفة، ودمجها مع طبيعة التفكير بالاعتماد على الموقف، أي القدرة على ربط العاطفة مع الحدث الذي يتناسب معها، ويتميّز الأشخاص الذين يرتبط ذكاؤهم العاطفيّ مع هذا النموذج في الوصول إلى تصوّرٍ دقيق لتنظيم عواطفهم، مما يساهم في تعزيز نمو شخصيّتهم العاطفيّة بطريقة ذكيّة، ويعتمد تطبيق هذا النموذج على ثلاث طرق وخطوات رئيسيّة، وهي: إدراك، واستخدام، وفهم العواطف.
النموذج المختلط
ويعرف باللغة الإنجليزيّة باسم (Mixed model)، وهو النموذج الذي يهتم بخلط مجموعة من المهارات الفرديّة معاً من أجل تحليل حالة عاطفيّة معيّنة، ويهتم هذا النموذج بدراسة الأمور الآتية:
- الوعي العاطفيّ: هو القدرة على معرفة العواطف الشخصيّة، وربطها مع الحالة النفسيّة، أو العوامل المؤثرة في النفس، كالحزن، أو الفرح، أو غيرها.
- التعاطف: هو القدرة على فهم، واستيعاب عواطف الآخرين، والحرص على التعامل معهم بأسلوب يتناسب مع طبيعة عواطفهم.