السيارة
أصبح وجود السيارة في أيامنا هذه من أساسيات الحياة، بعد أن كان من كمالياتها، فاستعمال وسائط النقل العامة، كالباصات، والتكاسي، لم يعد أمراً سهلاً، وإن توافرت نجد ذلك الإقبال الشديد عليها من قبل الناس، فإن أراد الشخص الوصول إلى مكان ما، توجب عليه الخروج قبل ساعة أو أكثر، بالإضافة إلى أن اقتناء السيارة، واستخدامها، أوفر من استمرار ركوب بالتاكسي، فأجرة التاكسي تزداد يوماً بعد يوم.
عليه فإنّ اتخاذ قرار شراء سيارة مع هذه الظروف هو أمر سليم، ولكن الشخص هنا مُقبل على دفع مبلغ وقدره من المال، لذلك تجد من الناس من يبحث، ويتحرى قبل إقدامه على الشراء، حتى لا يندم في المستقبل، ومنهم من يكون محيطاً، وعالم بالمواصافات التي يريدها في السيارة، ومنهم من لا يعرف تعرف على ما هى المواصفات اللازمة، ويحتار في معرفة نوعية السيارة التي يرغب باقتنائها.
طريقة اختيار السيارة
حتى يستطيع الشخص معرفة الطريقة الصحيحة لاختيار السيارة، لابد له من تحديد عدة أمور قبل الالبحث عن السيارة، وهذه الأمور هي:
المبلغ المتوفر
يجب أن يحدد الشخص المبلغ المالي المتوفر لديه لشراء السيارة، وعلى هذا الأساس يبدأ بالبحث، فكلما كان المبلغ أقل كلما قلت الميزات، كان مضطراً لشراء سيارة أقدم، وأصبح البحث أصعب، ومن الناس من يشتري عن طريق التقسيط، وذلك بدفع دفعة أولى، ثم تقسيط الباقي، وهنا وقبل شراء السيارة بالتقسيط يجب أن يعرف سعرها الحقيقي بدون تقسيط، لأن البيع بالتقسيط يزيد من ثمن السيارة، فعلى الشخص أن يتحرى عن ثمنها، فإن كان الفارق كبيراً، عليه أن يتأنّى، ويفكر جيداً؛ لأن هذا الفارق بالمبلغ هو أولى به، كما أنّ القسط المترتب على شراء السيارة بالتقسيط قد يكون عالياً، وسوف يؤثر على الدخل الشهري، بالإضافة إلى مصروف السيارة الشهري، وبالتالي فإن ترتيب قسط عالٍ، ومصروف جديد، قد يسبب عجزاً في ميزانية الدخل الشهري، وبالنتيجة يكون قد حل مسألة المواصلات، إلا أنه يكون قد خلق مشكلة أخرى لم تكن بالحسبان.
طبيعة استخدام السيارة
الأمر هنا يعود للشخص نفسه، وطبيعة حياته، وطريقة استخدامه لهذه السيارة، فمن الناس من يشتريها لاستخدامها بشكل يومي للذهاب إلى العمل والعودة، والمشاوير العادية، ومنهم من يستخدمها للسفر بها خارج البلاد وتكون مناسبة للطرق ووسائل الخارجية، ومنهم من يستخدمها للرحلات، والذهاب إلى الصحراء، والسيارات ذات الاستخدام الرسمي تختلف عن السيارات ذات الاستخدام العادي، إذاً فالسيارات تختلف فيما بينها، وتتماهى، لذلك كان لابد للشخص أن يُحدّد طبيعة استخدامه لهذه السيارة قبل شرائها، ويعرف كيف سيستخدم هذه السيارة، وفق رغباته، وحياته الشخصية.
حجمها
يجب أن يعرف الشخص ويحدد حجم السيارة التي يرغب باقتنائها، وذلك من خلال سعتها، وعدد الكراسي، وضخامتها، فمنهم من يكون لديه عائلة كبيرة، لذا عليه أن يراعي شراء السيارة الكبيرة التي تستوعب كل أفراد العائلة، ومنهم من يريد أن يشتريها لنفسه، لذا عليه مراعاة أن لا يكون حجم السيارة كبير جداً، وهذا ليس شرطاً أساسياً، فقد يحب الشباب السيارات الضخمة وقد يشتريها لنفسه فقط، فأمزجة الناس ورغباتهم تختلف، وتتباين، وكان الحديث عن هذه النقطة للفت الانتباه فقط.
لونها
لابد من تحديد لون السيارة في البداية، ويُفضّل أن يضع الشخص أكثر من لون في حساباته، حتى يعطي نفسه أكثر من خيار، فقد يجد السيارة المناسبة، ولكن بلون آخر، ويجد صعوبة في الوصول إلى السيارة المناسبة باللون الذي يفضّله، خاصة إن كان يالبحث عن سيارة قديمة، وعلى الشخص أن يعرف أيضاً بأن هنالك سيارات من حيث الشكل لا يتناسب معها اللون الذي يرغب فيه، فتناسب الشكل مع اللون أساسي في اختيار السيارة، وبالنتيجة الأمر نسبي، وهو يختلف باختلاف أمزجة الناس، وحبهم للالوان.
التوفير
ينبغي أن يحدد فيما اذا كان يرغب باقتناء سيارة اقتصادية، بالنسبة لمسألة البنزين أم لا، وهذه مسألة مهمة جداً، لأن السيارة بحاجة لمصروف مستمر، وقد لا يستطيع الشخص ذلك، خاصة إن كانت مشاويره كثيرة، ولمسافات طويلة، عندها سيندم أشد الندم، ويتمنى لو أنه اقتنى سيارة اقتصادية، هذا من حيث مسألة البنزين، أما من حيث مسألة قطع السيارة، وثمنها، فعليه أن يعلم بأن السيارة هي عبارة عن آلة، وقد تتعطل، حتى وإن كانت حديثة، وقد يفاجأ الشخص بأن قطع سيارته باهظة الثمن، ولا يتمكّن من شرائها، عندها سيترك السيارة متوقفة، بدون تصليح؛ لأنه غير قادر على شراء قطعها، فيعود من حيث بدأ وكأنه لم يعد لديه سيارة، وكذلك الأمر بالنسبة للسيارات القديمة، فهذه السيارات كلما قدمت، كلما كثرت أعطالها، فالشخص الذي يرغب بشراء سيارة رغبةً في التوفير، فليعلم أنه بمجرد شرائه لسيارة قديمة سيفتح على نفسه باب لن يغلق إلا عند بيع السيارة والتخلص منها، وهذا الباب هو باب صيانة السيارة وتصليحها باستمرار، فسيفاجأ أنه كلما قام بتصليح شيء، تعطل شيء آخر، وهكذا، حتى يندم على شرائها، ويتخلص منها.
توفر قطع السيارة
يجب أن يسأل الشخص قبل اقتناء السيارة، فيما إذا كانت قطع السيارة متوفرة في البلد التي يقيم فيها، وذلك حتى لا يتورط في المستقبل، ويجد بأن هذه السيارة التي اشتراها قطعها غير متوفرة في بلده، وكما ذكرنا فالسيارات معرضة بأي وقت للتعطل، ويكون السبب بسيطاً، أي أن تعطلها يكون بسبب تعطل قطعة بسيطة فيها، ويفاجأ الشخص عند بحثه عن هذه القطعةأنها غير متوفرة في بلده، ويمكن السؤال عما إذا كان هناك وكيل معتمد لبيع قطعها في بلد إقامته، أو إن كانت قطعها متوفرة بشكل عام في بلده.
إجراء الفحص للسيارة
إن كانت السيارة قديمة على الشخص أن يُجري الفحص لها، حتى يتأكّد من سلامتها، بحيث يأخذها إلى أحد الفنيين المعتمدين لفحص السيارات، ليتأكّد من سلامة هيكل السيارة، ووضع ماتورها، فهذه الأمور لا يستطيع الشخص كشفها وحده، بل يكون بحاجة إلى شخص خبير مختصّ بهذه الأمور، وبالنتيجة لن يقع في شباك النصب والاحتيال.
نوعية السيارة ومنشؤها
تختلف السيارات بأنواعها من حيث أصل السيارة، فهناك السيارات الألمانية، وهناك الأمريكية، وهناك اليابانية، وهناك الكورية، وغيرها، ولجميع هذه السيارات ميزات معينة، على الشخص أن يتعرف عليها، ويعرفها، ويُجري المقارنة، وفي النهاية سيجد ضالته بين هذه النوعيات.
تمتاز السيارات الألمانية بأنها سيارات معمّرة، وذلك لجودة القطع التي تشكلها، وكذلك كثرة الإضافات، والمزايا في السيارة الواحدة، ونجد أنّ أغلب السيارات الرسمية، التي يقودها المسؤولون هي سيارات ألمانية، وهي التي تستخدم في المواكب الرسمية، وغيرها.
أما السيارات الأمريكية فتمتاز بالضخامة وسعة المحرك، وغالبيتها تصلح أن تكون سيارات عائلية، وهي سيارات ثقيلة على الأرض، والسيارات اليابانية والكورية، هي سيارات عملية، واقتصادية، وهي سيارات خفيفة على الأرض، وقطعها رخيصة الثمن، وسعة ماتورها صغيرة.
في الختام أقول بأنه على الشخص أن لا يسير على هواه في شراء السيارة؛ لأنّ شراء السيارة ليس بالأمر البسيط، فإن تمكن من استشارة أحد الأشخاص المقربين الذين لن يخدعوه، سيكون ذلك أفضل، لأنّ عالم السيارات هو عالم كبير، ومتشعب، ولن يستطيع الشخص الإحاطة به لوحده، وما خاب من استشار.