النفط
يتكوّن النفط في الأصل من مخلّفات الكائنات الحية التي ماتت منذ ملايين السنين، والتي كانت تعيش في بحار أو مستنقعات أو غابات قديمة، واحسن وأفضل المكامن النفطية هي تلك التي نشأت عن مخلفات الكائنات البحرية، ثم تأتي التي نتجت عن المستنقعات، فوجود الماء دائماً يعني أن عملية الطمر تتمّ بشكل أسرع ممّا يعني أنّ المواد العضوية تحفظ بنسب أكثر، والنفط يتكوّن من تلك المواد العضوية التي تمّ طمرها وتعرّضت إلى الضغط العالي نتيجة الدفن على أعماق عالية ومع مر السنين؛ ملايين السنين لتتحول في النهاية إلى النفط.
اكتشاف النفط
بداية كان النفط يخرج بسهولة من نزازات على سطح الأرض، حيث تخرج هذه النزازات الزيوت الأقلّ كثاقة من مكّونات النفط، واستخدم هذا الزيت في العديد من الأمور فكان يستخدم فوانيس الإنارة اليدوية، أو لإشعال النار، والاستخدام الأكبر كان في الصين عندما تم حفر أول بئرٍ للنفط منذ القرن الرابع للميلاد، وكانت الغاية استخدامه حرق الماء المالح (ماء البحر) ليستخرج منه الملح، وفي القرن الثامن للميلاد استُخدم لرصْف الطرق ووسائل الجديدة لشوارع بغداد، وكان يستخدم في هذه العملية القار وهو المادة الصلبة من النفط أو كما تسمّى اليوم (الزفتة)، وكان الاستخدام الأول للنفط بكميات تجارية في القرن التاسع للميلاد من حقول باكو في أذربيجان.
النفط حديثاً
بدأ التوسع في استخدام النفط عندما توصل العلماء عام ألف وثمانمئة وثلاثة وخمسين إلى طريقة تكرير النفط، وهي عملية فصل النفط إلى مكوّناته المختلفة، ويتمّ الأمر بتسخين النفط في فتحات متعدّدة، فتتبخر المُكوّنات، ثم تتكاثف حسب نوعها، فكلّ مكوّن يتكاثف على درجة حرارة مختلفة، وعلى هذه الخاصية بالذات ارتكز مبدأ الفصل، فالمكوّنات تتكاثف في أماكن مختلفة، فيتم الحصول على العديد من المكونات من النفط الخام.
كان العالم البولندي إجناسى لوكاسفيز هو الذي توصل إلى هذه الطريقة، والتي تطورت أدواتها مع الوقت حتى وصلت إلى شكل مصفاة البترول المُتعارف عليها اليوم.
بعد أن تمّ اختراع المحركات التي تعتمد على النفط في تشغيلها، بات القطاع الصناعي والمواصلات والكهرباء يعتمد عليه في توليد الطاقة، ممّا تسبّب في تضاؤل استخدام الفحم في الصناعة كما كان من قبل، وبات اقتصاد الدول يعتمد أكثر على ما تنفقه للحصول على النفط، فبات وجود النفط مكافئاً لما يسمّى بالأمن القومي، فوجوده يعني أنّ الدولة في أمان وتستطيع كفاية نفسها وتدبير أمورها في مختلف القطاعات فعرف ما يسمّى بصناعة النفط.
تزايد استخراج واستهلاك النفط بالمقابل تسبب في تناقص المخزون، فبدأت أزمة النفط، فأصبحت كل دولة تحاول أن تمتلك مخزوناً واحتياطياً جيد.