صلاح الدين الأيوبي
هو أحد أشهر القادة والحكّام العرب، وترجع شهرته إلى العديد من المآثر الحربية والإنسانية التي رواها معاصروه في فترة الحروب الصليبية في المشرق الإسلامي. أسّس صلاح الدين دولةً نسبت إليه بعد أن استطاع القضاء على الدولة الفاطمية في مصر، واستطاع تحرير أغلب أراضي فلسطين ولبنان من السيطرة الصليبية، بما في ذلك مدينة القدس، بانتصاره على الصليبيين في عدّة معارك أهمّها معركة حطين الشهيرة.
رُوي عن صلاح الدين أنّه كان من المتصوّفة على الطريقة القادرية، بينما قال آخرون إنّه كان أشعرياً، وعموماً فإنّ الثابت أنّ تسامح صلاح الدين مع الأعداء حوّله إلى شخصية أسطورية في الغرب الأوروبي، حتى إنّه ذُكر على لسان الشعراء الأوروبيين في العصور الوسطى، ومن سوء الحظ أن المعلومات المعروفة عن صلاح الدين تخص فترة انتصاراته ودولته وليست مراحله المبكرة.
معلومات عن صلاح الدين الأيوبي
نشأته
يرجح المؤرخون نسب صلاح الدين الأيوبي إلى مدينة دوين في أرمينيا، وهي مدينة كردية، وقد ولد صلاح الدين في مدينة تكريت العراقية في القرن الثاني عشر الميلادي؛ حيث كان والده نجم الدين أيوب والياً على المدينة، وانتقل صلاح الدين مع أسرته إلى الشام؛ حيث ولّى أبوه أمر بعلبك ومن بعدها انتقل صلاح الدين الطفل إلى دمشق حيث شب في بلاط نور الدين زنكي أمير دمشق، وتعلم صلاح الدين الشريعة والهندسة والحساب والجبر، وقيل عنه إنّه كان شغوفاً بالعلوم الشرعية أكثر من العلوم العسكرية، وكان ملماً كذلك بأنساب وسير العرب.
شبابه
بدأ نجم صلاح الدين يبزغ منذ أول مغامراته العسكرية وهو ابن تسعة عشر عاماً، عندما أصبح الذراع اليمنى لعمّه أسد الدين شيركوه في حملة الاستيلاء على مصر من الفاطميين، وتولّى بعدها أمر مدينة الإسكندرية التي كانت مناوئةً للحكم الفاطمي، وبعد وفاة شيركوه تولّى صلاح الدين الوزارة في مصر بدعم من أمراء آل زنكي في الشام، ولكنه سرعان ما واجه المؤامرات الرامية إلى التخلّص منه من قبل الفاطميين.
استطاع صلاح الدين القضاء عليها، كما استطاع كذلك صدّ حملة صليبية على مدينة دمياط كان هدفها القضاء على حكم آل زنكي لمصر، وبعدها لم يكن أمام صلاح الدين عقبات ليُعلن استقلال مصر عن الخلافة الفاطمية، وأمر بالدعوة للخليفة العباسي السني على منابر القاهرة.
وفاته
توفّي صلاح الدين الأيوبي في يوم السبت السادس عشر من صفر عام 589هـ، إثر إصابته بالحمّى الصفراء ومعاناته المرض لأكثر من عشرة أيام، وذلك بعد عقد صلح الرملة مع الملك الإنجليزي ريتشارد قلب الأسد، وبعد وفاته لم يعثر في خزانته الشخصيّة سوى على سبعة وأربعين ديناراً، ودرهماً ذهبياً واحداً؛ حيث كان قد أنفق أغلب أمواله في الصدقات.