بلقيس
هي ملكة مملكة سبأ والتي ورد ذكرها في الكتب المقدسة والقرآن الكريم، واختلف الكثير من الرواةِ والباحثين حول المملكة التي كانت تحكمها الملكة بلقيس، لكن الأبحاث الأثرية الدقيقة قد أثبتت أنّ موطن المملكة كان على أرض اليمن، ويعتقد العديد من علماء الآثار بأنّ الملكة بلقيس نفسها مجرد أسطورة، لأنّه لم يتم العثور على أدلة تشير إلى وجودها، وفي الوقت ذاته لا ينفون وجودها، وذلك لوجود ذكر لها في الكتاب المقدس وكتب العهد القديم والقرآن، وأيضاً لوجود العديد من التماثيل التي تمّ العثور عليها لنساء في ما يعرف بمحرم بلقيس، كما يطلق عليه اليمنيّون.
ذاع سيط الملكة بلقيس بعد لقائها الملك سليمان - كما أشارت الكتب المقدسة - لكن الكتب المقدسة لم تشر إلى وجود علاقة بين الملك سليمان والملكة بلقيس، وأنّ العلاقة المزعومة بينهما قد تمّ بناؤها من تفاسير الأحبار، والذين استندوا بدورهم عن ما زعمته المعلومات الواردة إليهم عن حب الملك سليمان للنساء، وأنه لم يكن نبيّاً كما ذكر في القرآن.
القصة القرآنية لم تسمي بلقيس بل ذكرتها بوصفها كملكة سبأ إلا أنّ قصة عرشها من القصص القرآنية المميزة حيث أمر النبي سليمان الجن الذين عملوا تحت إمرته بنقل عرشها من مملكتها إلى مملكته حينما دعاها للتوحيد، وشهدت لها القصة القرآنية بالحكمة والعدل.
عرش بلقيس
يعد عرش بلقيس، أو ما يعرف بمعبد بران من أشهر المواقع الأثريّة في اليمن، حيث يقع العرش على بعد ألفٍ وأربعمئةِ متر إلى الجهة الشماليّة من محرم بلقيس، ويعتبر العرش أحد المعابد السبئيّة الذي تم تكريسه للإله (إلمقه) إله القمر، وهو من أهم المعابد على الإطلاق هناك، ويأتي بعده في الأهميّة معبد (أوام) والذي يعرف في اليمن باسم العمايد.
التصميم والبناء
يتخذ المعبد أو العرش شكل المربع، وله مساحةً مكشوفة تتوسّطها بئرٌ مقدسة، وحوضٌ حجري يصل الماء إليه عن طريق مصب من فم (الثور المقدس)، ويحيط بهذه المساحة أو القاعة عددٌ من الجدران من الجهة الجنوبيّة والشماليّة والغربيّة، حيث تنتصب العديد من المقاعد المرمريّة أمام الجدار الغربي، بالإضافة إلى هذا هناك اثنتي عشرة درجة مؤدية إلى (قدس الأقداس) حيث الأعمدة الستة، والتي تبقى منها خمسة من الأعمدة، حيث إنّ العامود السادس قد كسر، وهذه الأعمدة تنتهي بتيجانٍ زخرفت بالمكعبات، ويزن العامود حوالي سبعة عشر طناً، ويبلغ طول العامود اثني عشر متراً.
ساحة المعبد أو العرش محاطة بسور من الطين (اللبن)، ويحتوي هذا السور على عددٍ من الأبراج، أمّا الباب للعرش فيقع في الجهة الشماليّة، وتعرض عرش بلقيس أو المعبد لتلفٍ كبير بسبب الأوضاع غير المستقرة في اليمن، والقصف الجوي لها.