أين مات فرعون

فرعون

من المعروف في الزمن القديم أنّ كلّ من حكم مصر يطلق عليه لقب فرعون، وقد اختلف على تحديد اسم فرعون الذي كان على عهد موسى عليه السلام والذي ورد ذكره في القرآن الكريم، حيث أشار بعض العلماء إلى أنّه قد يكون أحمس الأول، وذهبت بعض الآراء إلى أنّه قد يكون تحتمس الأول أو تحتمس الثاني، أمّا بعض الآراء المختلفة تماماً فقد أشارت إلى أنّه قد يكون أخناتون هو نفسه فرعون موسى، ولكل من هذه الدراسات والمعتقدات لها فرضياتها وأسبابها ودلائلها التي تؤكد هوية فرعون مصر.

جاء ذكر هذه الفرعون في القرآن الكريم: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}.

مكان موت فرعون

لقد قام عالم الآثار المشهور (رون وايت) بالبحث في قصّة غرق فرعون، حيث تتبع قصة هروب سيدنا موسى ولحاق فرعون له مع الجنود، حيث إنّ موسى عليه السلام لم يعبر برفاقه من سيناء؛ لأنّه تحت سيطرة فرعون وجنوده، لذلك فقد عبر من وادي في شبه الجزيرة العربية الكبرى، ويسمّى هذا الوادي وادي وطير، وهو الوادي الوحيد الذي يعبر بموسى ويوصله إلى البحر، وفي نهاية هذا الوادي يقع شاطئ نويبع الذي حصل فيه العبور، وهي المنطقة التي أغرق الله فيها فرعون وجنوده.

قدم وايت مجموعة من الأدلة على صحة فرضيته ومنها: أنّه وجد عمدان يعتقد أنّ النبي سليمان قد وضعها في المنطقة ليحدّد مكان العبور، وهذه الأعمدة تقع على جوانب السعودية ومصر، كما أنّه قد غاص في أعماق البحر فوجد مجموعة من الأحافير والعظام التي تعود للإنسان وللخيول، كما أنّه قد وجد من العربات التي تمتاز بالعجلات الأربع، وعندها إعادتها إلى خبراء مصريين في الآثار، أكّدوا أنّها مشابهة للعربات المستعملة في العصر الفرعونيّ، كما أنّه تمّ إيجاد مجموعة من الرسومات التي تشبه الأبقار والتي تعتبر من الرسومات المشهورة في السعودية، والتي تشبه لحد كبير الرسومات الفرعونية الموجودة في مصر، كما استعمل وايت أجهزة لقاس عمق البحر فوجد أنّ مكان العبور لا يشبه المنطقة المحيطة به، وأنّها أقرب إلى شكل الجسر، بالإضافة إلى أن الجبل له قمة محترقة، وهذا ما تمّت الإشارة إليه وهو أنه احترق بعد أن كلم الله سبحانه وتعالى عليه موسى عليه السلام.