تمثال الحريّة
هو نصب ضخم نحتي كلاسيكي موجود على جزيرة الحريّة الموجودة في الجهة الجنوبيّة من جزيرة إيليس في ميناء نيويورك، وتحديداً في منطقة مانهاتن الموجودة في مدينة نيويورك التابعة للولايات المتحدة الأمريكيّة.
يعود الفضل في تصميم التمثال إلى النحّات الفرنسيّ فريدريك أوغست بارتولدي، حيث تعود فكرته إلى رئيس جمعية مكافحة الرّق الفرنسيّة السيّد إدوارد دي ابولاي لكي يُقدِّمه كهديّة إلى الولايات المتحدة من الشعب الفرنسي في اليوم الثامن والعشرين من شهر أكتوبر لعام ألف وثمانمائة وستة وثمانين، ويُعدّ هذا النّصب الآن رمزاً للحريّة ورمزاً دلالياً للترحيب بالمهاجرين القادمين من الخارج.
الإدارة
كان هذا التمثال مداراً من قبل مجلس الولايات المتحدة حتى عام ألف وتسعمائة وواحد، ثم أصبح يُدار من قبل وزارة الحرب الأمريكيّة، وفي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين قامت دائرة الحدائق الوطنيّة بإدارته، وبعد مرور خمسة أعوام من الإدارة الأخيرة أُغلق التمثال للتجديد.
أُهمل التمثال كثيراً وأُغلق في أوائل عام ألف وتسعمائة وثمانين لمدة سنتين، وخلال ذلك تم استبدال شعلته وجزء كبير من بنيته الداخليّة، وفي اليوم الحادي عشر من شهر سبتمبر لعام ألفين وواحد أُعيد إغلاقه لغايات تتعلق بالسلامة والأمن، وتمت عمليّة إعادة بناء القاعدة بعد ثلاث سنوات من الإغلاق، ويعدّ الآن واحداً من أهمّ الوجهات السياحيّة الموجودة في البلاد الأمريكيّة.
العمل
عاد النحّات بارتولدي إلى العاصمة الفرنسيّة باريس في عام ألف وثمانمائة وسبعة وسبعين، حيث بدأ العمل بنحت الرأس، وبعد مرور سنة تم عرض الرأس في معرض باريس الدوليّ لغاية جمع التبرعات لإكمال نحت التمثال، كما تمّ وضع مجموعة من التماثيل في المعرض لغايات البيع.
وصلت التبرعات في عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين إلى ربع مليون فرنك فرنسيّ، فعاد بارتولدي في نفس العام ليكمل نحت الرأس، والذراع بمساعدة فيوليت لو دوك الذي وافته المنيّة بعد مرور فترة قصير من النحت، وفي تلك الأثناء حصل بارتولدي على مجموعة من الخدمات المقدّمة من المصمّم المبتكر غوستاف إيفل، والمهندس الإنشائيّ موريس كويشلين.
فكرّ بارتولدي كثيراً في تغيير المواد الهيكليّة للتمثال، لكي يستطيع أنّ يفكّ التمثال إلى قطع عديدة أثناء عمليّة النقل، ثمّ يتم تجميعها في الولايات المتحدة، وفي اليوم الرابع من شهر يوليو لعام ألف وثمانمائة وأربعة وثمانين قُدم التمثال للسفير الأمريكي في فرنسا السيد مورتوت في حفل أُقيم في باريس، ووافقت الحكومة الفرنسيّة على دفع تكاليف النقل إلى نيويورك، حيث تم بناء قاعدة التمثال في عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانين.