موقع فلسطين وأهميتها
تعدّ فلسطين جزءاً لا يتجزّأ من بلاد الشام إلى جانب الأردن وسوريا ولبنان، وتمتدّ بشكلٍ طولي من الشمال إلى الجنوب واقعةً على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط ، وتعتبر حلقة وصلٍ بين قارتي أفريقيا وآسيا، وتبلغ إجمالي مساحتها 27000 كم مربع، وتضمّ عدداً من المدن ذات الطابع والأهمية وفائدة الدينية والتاريخية بالإضافة إلى الأماكن المهمة أثرياً وهي عبارةٌ عن المناطق التي تشتمل على مقتنيات ومخلفات الحضارات القديمة التي تعاقبت عليها، ويذكرأنّها كانت حضاراتٍ متعددةً منذ أقدم العصور مثل الحضارتين الكنعانية والفينيقية على سبيل المثال.
مدن فلسطينية مختلفة وآثارها
تتنوّع الآثار بين أماكنَ ومقتنياتٍ ومساجدَ وكنائس وغيرها، وتشتهر مدن القدس وبيت لحم والخليل وأريحا والناصرة وعكا بأنها أغنى مدن فلسطين من ناحية الآثار، يأتي إليها السياح من كل أنحاء العالم لعدة أغراض، فمنهم من يزورها للعبادة ومنهم من يفعل ذلك بهدف الاستمتاع برؤية التفاصيل العريقة والقديمة وذات القيمة التاريخية، ومنهم من يرغب في قضاء أوقاتٍ سعيدةٍ مع عائلته أو أصدقائه فحسب، ففي القدس يوجد المسجد الأقصى وهو من أقدم مساجد العالم وأهمها بالنسبة للمسلمين في كلّ مكان ففيه يصلّون ويتعبّدون، بالإضافة إلى مسجد قبة الصخرة، وفيها كنيسة القيامة التي بنتها الملكة هيلانة والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين ويأتيها المسيحيون للصلاة والحج فيها.
فيها أيضاً حائط البراق نسبةً للبراق الذي امتطاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج بالإضافة إلى أسواق القدس القديمة وأشهرها سوق العطارين، أما بالنسبة لبيت لحم ففيها كنيسة المهد والتي سميت بهذا الاسم؛ لأنّها كانت مكان ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وأيضاً دير مار سابا، ودير الجنة المقفلة وهي أماكن تخصّ السيّاح والزوار المسيحيين، وفي الخليل هناك المسجد الإبراهيمي والذي يصلي فيه المسلمون وفيه دفن سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجه سارة وأبناؤه، أمّا في أريحا فهناك قصر هشام نسبةً إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك ويضم عدداً من المباني والقاعات كبيرة المساحة والحمامات وغيرها وتزين الفسيفساء والزخارف أغلب أعمدته ويعد مثالاً قائماً على فنّ العمارة الإسلامية بالإضافة إلى دير قرنطل وغيرهما، وفي عكّا يستطيع السياح زيارة جامع الجزار وجامع الرمل وسور عكا القديم الذي كان بمثابة حصنٍ ضد هجمات الأعداء على المدينة قديماً، وفي الناصرة كنيسة البشارة.
يجدر ذكر أنّ الأماكن الأثرية عموماً تعد مصدراً من مصادر الدخل القومي الذي يعود على البلد الذي يحويها بكل النفع والفائدة على الصعيد المادي والثقافي فتزدهر وتنتعش بكل مرافقها، ويعم الرخاء ليشمل سكانها.