مقام النبي موسى
تقدّر المسافة التي تبعد مقام النبي موسى عن الطريق الواصل ما بين العاصمة القدس ومدينة أريحا كيلومتراً واحداً فقط، وعن المنطقة الفلسطينية التي استولت عليها إسرائيل حوالي مئتي متر، والممتدة من الجهة الشمالية للبحر الميت حتى الجنوبية منه، على طول الخط الأخضر، والمقام عبارة عن قبر ومسجد، ومجموعة من الغرف والآبار إضافةً لإسطبلات الخيول، خبز قديم، وفيما حوله يوجد مقبرة يدفن فيها من يوصي بذلك تحديداً.
علماً بأنّ بعض العائلات العربية تحديداً الأردنية منها، دفنت فيها العديد من أبنائها، أبرزها عشيرة العدوان، ولكن هذا الأمر توقف حالياً؛ لممانعات ومضايقات إسرائيلية.
نبذة تاريخية
حسب العديد من الروايات، فإنّ هذا المقام لا يتضمن قبر سيدنا موسى؛ لأنّه إلى الآن لم يتمّ الوصول إلى مكان دفنه، لكن تقدّر الدراسات بأنّه مدفون في صحراء سيناء، أو في المناطق الموجودة ما بين مصر وفلسطين، ولكن هذا كله غير مثبت حتى وقتنا الحالي، وجميعها تنبؤات وروايات ليس إلّا، وحسب بعض الروايات فإنّ الصحابي عمر بن الخطاب كرّم الله وجهه، كان قد مرّ من هذا المكان، وسأل بعض الأعرابيين عن هوية صاحبه، فأفادوا بأنّه لكليم الله موسى.
والسبب في وجود عمر في ذلك الوقت بهذا المكان، هو دعوات التوحيد والابتعاد عن الشرك التي كان يقوم بها، ويقال أيضاً إنّ الذي بنى هذا المقام هو أحد القادة المماليك، المعروف باسم الظاهر بيبرس، في العام 1265م؛ حيث بنى مسجده وأروقته، وجاء العثمانيون وأضافوا إليه إعماراً وإصلاحات.
الأهمية وفائدة الإقليمية
احتل هذا المكان أهمية وفائدة كبيرة على مستوى الكثير من البلدان العربية وليس فقط فلسطين؛ حيث جاءت إليه وفودٌ كبيرة من بلاد الشام كدمشق، وظهرت عليه بعض النقوش والكتابات التي تدل على ذلك، كما عملت بعض الدول على الاهتمام به وإعماره وإصلاحه، من بينها مصر في العام 1717م، وفي العام 1819م عمل والي صيدا في لبنان، وعبد الله باشا في طرابلس على ذلك، من إضافة أروقة وإصلاحات، وكان ينتشر القادمون إليه في خيام حوله؛ يمارسون فيها طقوساً خاصة من حلاقة لشعر الأطفال وكذلك ختانهم.
وحالياً يرتبط المقام لدى الفلسطينين تحديداً بالزعيم الراحل أمين الحسيني، القائد العظيم الذي دافع عنها بكل ما فيه، حيث مكث في المقام موسماً كاملاً، وألقى بعض الخطابات من الأماكن المحيطة به، إلى جانب كاظم وأمين الحسيني، ومن هناك كانت بداية ثورة العشرين الفلسطينية.
