محمد صلى الله عليه وسلّم
اختار الله عزّ وجلّ نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- لحمل رسالته الأخيرة إلى بني البشر، وخصّه بهذه الرسالة من وسط الجزيرة العربية - هذه الأراضي الصحراوية القاحلة المخيفة التي لا يمكن أن تشعر بالأمان فيها إلا بالإيمان- فحمل صلى الله عليه وسلّم هذه الرسالة بكل إخلاصٍ وأمانة ودعا إلى عبادة الله وحده جميع الخلق.
صفاته صلى الله عليه وسلم
تمتّع نبينا الكريم بكثيرٍ من الفضائل قبل بعثته فقد كان الصادق الأمين في قومه، وهبه الله عز وجل الحكمة والفطنة، وأقرب مثالٍ على ذلك حكمته في حلّ الخلاف الذي حصل بين قبائل قريشٍ عندما اختلفوا فيما بينهم على من سينال فخر حمل الحجر الأسود لوضعه في مكانه بجدار الكعبة، فتجلّت في هذا الموقف حكمة وفطنة سيدنا محمد بأنْ أمَر بإحضار رداءٍ فوضع الحجر في وسطه وشاركت جميع القبائل بحمل هذا الرداء فكانت جميع القبائل راضيةً بهذا الحكم.
كان نبيّنا الكريم من المحبين لأهله؛ فعلى الرّغم من الأذى الكبير الذي تعرض له من قِبلهم صفح عنهم عندما مكّنه الله منهم بيوم الفتح العظيم، وله صلى الله عليه وسلم الكثير من الفضائل التي خصّه بها الخالق العظيم عن باقي الأنبياء والرسل، فعندما خلق الله البشر اصطفى منهم الأنبياء والرسل، واصطفى من الرسل أولي العزم، واصطفى من أولي العزم نبينا الحبيب محمداً الكريم فهو خليل الله.
منزلته صلى الله عليه وسلم
نبيّنا الكريم إمام الأنبياء، وإمام الأتقياء، وإمام الأصفياء، وخاتم الأنبياء والمرسلين، صاحب الشفاعة العظمى، وصاحب الحوض من شرب منه شربةً يوم القيامة لا يظمأ من بعدها أبداً، وعند القول صاحب الشفاعة فهو النبيّ الوحيد الذي يشفع عند الله لأصحابه، لقد سطّر نبينا الكريم أنقى صور العدل والتواضع في تعامله مع أصحابه فهو القائل " لو أنّ فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطعت يدها" فعندما ذكر اسم فاطمة رضي الله عنها فإنّه يعني أحبُّ الناس إليه، وفي موضوع التواضع يكفينا ما ذكره خادمه؛ إذ قال هذا الخادم طيلة خدمتي لرسول الله لم يقل لي النبي الكريم لا تفعل هذا أو لماذا فعلت هذا.
كان صلّى الله عليه وسلّم مثالاً للإنسان العابد حتى تشققت قدماه فتقول له زوجته عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله ، كيف تفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيرد عليها " أفلا أكون عبداً شكوراً"، كان رسولنا سخياً في عطائه، فقد ورد عن أنس رضي الله عنه بأنّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فأعطاه عدداً كبيراً من الأغنام، فرجع هذا الرجل إلى قومه وقال: يا قوم أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة في الوقت الذي لا يدّخر شيئاً لنفسه.