قصر قارون
يُعدّ قصر قارون من المواقع الأثرية والسياحية المشهورة في جمهورية مصر العربية، والذي يوجد في محافظة الفيوم بالقرب من بحيرة قارون، وهو عبارة عن معبد من العصر اليوناني والروماني، وليس له أيّة علاقة بقارون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم والذي قال عنه عز وجل (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِن مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ). صدق الله العظيم.
يعتبر قصر قارون معبداً تمّ إنشاؤه خلال العصر الروماني من أجل عبادة الإله سوبك وديونيسيوس، وهو إله الحب والخمر عند الرومان، ولكن في العصر الإسلامي سمي بقصر قارون نسبةً لقربه من بحيرة قارون والتي سُمّيت بذلك نسبةً إلى كثرة الخلجان والقرون فيها، ففي البداية كانوا يسمونها ببحيرة القرون، ثمّ تمّ تحريفها فأصبحت بحيرة قارون، مع العلم أنّها باقي ما تبقى من "بحيرّة موريس" في العصر الفرعوني.
حقائق علمية عن القصر
توجد في المعبد قرابة (100) حُجرة أو أقل، وهي كانت تستعمل لتخزين الغلال بالإضافة لاستعمالات الكهنة في ذلك الوقت. تؤكّد الحقائق العلمية على وجود طريق بري كان يصل ما بين الإسكندرية والفيوم، وكانوا يستخدمونها لنقل البضائع (في العصر الروماني) من الفيوم والصعيد إلى الإسكندرية باتجاه أوروبا. هناك من يعتقد بوجود كنوز في هذا القصر ولكن في الحقيقة لا وجود لذلك؛ لأنّه قد ذُكر في القرآن الكريم بأن الله تعالى خسف بقارون وداره الأرض، بالإضافة إلى أنّه لا يُعرف أين مكان قارون في مصر؛ حيث إنّ القرآن الكريم لم يحدد مكان قارون وقصره، بل ورد ذكره كقصة فقط للعبرة.
هناك دراسات حديثة تؤكد تعامد أشعة الشمس على المعبد بتاريخ 21 ديسمبر من كل سنة؛ حيث شُكلت لجنة تتكوّن من علماء آثار وتمّ تأكيد ما جاء بهذه الدراسات بأنّ الشمس تتعامد بمكان قدس الأقداس في معبد قصر قارون ويستمرّ ذلك قرابة (25) دقيقة، وقام عددٌ من الباحثين بنشر أبحاثٍ عن هذه الظاهرة التي حدثت في ذلك التاريخ؛ حيث يوافق الانتقال الشتوي من كل عام، بالإضافة إلى أنّ اللجنة تأكدت من تعامد أشعّة الشمس على المقصورة اليمنى من قدس الأقداس، ولم يحصل ذلك في الجهة اليسرى من المقصورة نفسها؛ لأنّها كانت توجد فيها مومياء التمساح، وهي رمز الإله سوبك والذي لا يجب تعريضه للشمس كي لا تتأذّى المومياء من أشعة الشمس، وكانوا يعتقدون أيضاً أن هذه المومياء يُفترض أن تكون في عالم آخر، وأنّ الشمس لا تشرق إلا على الأحياء فقط.