محمد بن قاسم الثقفي
ارتبط اسم محمد بن قاسم الثقفي بالتاريخ العريق والقوّة الإسلامية، فهو من قام بفتح بلاد السند والبنجاب وأوّل من أسس دولةً إسلاميةً في الهند.
الاسم والولادة والنشأة
هو محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي، ولد سنة 72 للهجرة في مدينة الطائف، وينتمي محمد الثقفي إلى عائلةٍ شهيرةٍ ومعروفةٍ، وعندما تولى الحجاج بن يوسف الثقفي حكم العراق والولايات الشرقية التابعة لها عيّن القاسم والد محمد على البصرة، لذلك انتقل محمد الثقفي مع والده إلى البصرة لينشأ بين الأمراء والقادة ويتعلّم احسن وأفضل صنوف التعليم، كما أخذ نصيباً كبيراً من التربية العسكرية في مدينة واسط التي أنشأها الحجاج لتكون معسكراً للجنود لشن الحروب المختلفة.
قصة فتح السند
حاول المسلمون بشكلٍ مستمرّ فتح بلاد السند أثناء خلافة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان حيث كانت الجيوش تُرسَل إلى تلك المناطق من أجل فتحها ونشر الدين الإسلامي ولكنهم لم يوفقوا، وفي العهد الأموي تم فتح إقليم مكران فيها على يد الخليفة معاوية بن أبي سفيان في سنة 40هـ، وهو إقليم على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية، لذلك ازداد اهتمام المسلمين ببلاد السند ومن ضمنهم محمد الثقفي.
بدأت المشاكل وعيوب مع بلاد السند عندما قام مجموعةٌ من اللصوص بالاستيلاء على سفينةٍ كانت قادمةً من جزيرة الياقوت، حيث كانت تحمل هذه السفينة مجموعةً من النساء المسلمات اللواتي قررن الذهاب للعراق من أجل العيش فيها بعد وفاة والدهم وعدم وجود من يرعاهن، وعندما سمع الحجاج بذلك كتب إلى ملك السند لتسليم السفينة والنساء المسلمات إلا أنّ الثاني رفض بدوره بحجة أنّ من استولى على السفينة هم من اللصوص الذين لا يسيطر عليهم.
أرسل الحجاج حملتين لمحاولة إعادة السفينة والنساء إلا أنّ الحملتين فشلتا وقتِل قادتهما، وهنا قرر الحجاج أن يفتح البلاد كلها ويضمّها إلى الدولة الإسلامية، فاختار محمد بن قاسم الثقفي لقيادة الجيش الكبير، وقد تقدّم جيش محمد بن قاسم واستطاع فتح مدينة الدَّيْبُل أولاً وهي من أكثر الحصون مناعةً في السند، ثمّ استمر في التقدم وكان يفتح كلّ مدينة يدخلها، واستطاع بحنكته وشجاعته أن يفتح البلاد جميعها وينشر الدين الإسلامي ويبني المساجد فيها، وكل هذا تم في مدةٍ لا تتجاوز الثلاث سنوات.
الوفاة
بعد تولي الخليفة سليمان بن عبد الملك الحكم بعد الحجاج أمر محمد الثقفي بالرجوع إلى العراق، فرجع محمد وهو يعلم مصيره بسبب تصرّفات الحجاج، وعندما دخل العراق قيّده والي العراق وأدخله السجن وعذبه أشد أنواع العذاب حتى توفي سنة 96 للهجرة بعد سنواتٍ زاخرة بالفتوحات الإسلامية.