شروط المسح على الجوارب

الإسلام دين يسر وليس عسر، جاءت أحكامه للتخفيف وانقاص على الناس، ومراعاةً لأحوالهم، ولم تهمل الحالات الاستثنائية أو الظروف التي تستجد على الإنسان، لذلك فقد افترض الله على عباده الفرائض، وأباح لهم الرخص لمن لا يستطيع القيام بالفرائض أو يشق عليه فرض من الفرائض، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى فرائضه".

ولكن هناك شروط لابد من توفرها للأخذ بالرخصة التي رخصها الله، لابد على من يريد العمل بها أن يضعها بعين الاعتبار.

شروط المسح على الجوارب:

1. أن تكون الجوارب غليظةً وسميكةً، وليست شفافةً، ولا تظهر ما تحتهما، وتمنع مشاهدة موضعا الستر من الجوارب.

2. تمنع تغلغل ونفاذ الماء من الجوارب إلى القدمين.

3. أن تستر الجوارب موضع الغسل في القدمين.

4. أن تكون الجوارب طاهرة ليست نجسة.

وعندما يذكر المسح على الجوارب، يذكر المسح على الخفين أيضًا، والخف هو الحذاء الساتر للكعبين، ويكون مصنوع من الجلد، أمّا الكعبين فهما العظمتين الناتئتين عند مفصل الساق.

حكم المسح على الخفين:

المسح على الخفين رخصة للمسافر والمقيم، وللنساء والرجال، وتجوز في الصحة والمرض، وذلك بدل الوضوء.

دليل جواز المسح:

دليل جوازه هو فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال جرير بن عبد الله البجلي-رضي الله عنه-: "رأيت النبي      -صلى الله عليه وسلم- بال، ثم توضأ ومسح على خفيه".

شروط المسح على الخفين:

1. أن يُلبسا بعد وضوء كامل، عن المغيرة بن شعبة قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأهويت لأنزع خفيه، فقال: "دعهما فإني ادخلتهما طاهرتين.

2. أن يكونا ساترين لجميع محل غسل الفرض من القدمين.

3. أن يمنعا نفوذ الماء إلى القدمين.

4. أن يكونا قويين.

5. أن يكونا طاهرين، ولو كانا من جلد ميتة قد دبغ؛ لإن جلد الميتة يطهر بالدباغ.

مدة المسح عليهما:

مدة المسح على الخفين تختلف بالنسبة للإقامة أو السفر:

- المقيم: يوم وليلة.

- المسافر: ثلاثة أيام بلياليهن.

طريقة المسح عليهما:

الفرض: مسح شيء ولو قّل من أعلى الخف، فلا يكفي المسح على أسفلهما. ويسن مسح أعلاه وأسفله خطوطًا؛ بأن يضع أصابع يده اليمنى مفرقة على مقدم رجله من الأعلى وأصابع يده اليسرى على مؤخرة قدمه من الأسفل، ثم يذهب بيده اليمنى إلى الخلف، وبيده اليسرى إلى الأمام.

مبطلات المسح:

يبطل المسح بثلاثة أمور، هي:

1. خلع الخفين أو خلع أحدهما، أو انخلاعهما أو أحدهما.

2. انقضاء مدة المسح: فإذا انقضت المدة وكان متوضئًا نزعهما وغسل رجليه ثم أعادهما، وإن كان غير متوضئ توضأ، ثم لبسهما إن شاء.

3. حدوث ما يوجب الغسل: فإذا لزمه غُسل خلعهما وغسل رجليه؛ لأن المسح عليهما بدل غسل الرجلين في الوضوء، لا في الغسل.

قال ‏صفوان بن عسال: "كان رسول الله ‏ ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏يأمرنا إذا كنا مسافرين أن نمسح على خفافنا ولا ننزعها ثلاثة أيام من غائط وبول ونوم، إلّا من جنابة".