إن كوكب الأرض هو ثالث كواكب المجموعة الشمسية، والكوكب الوحيد المكتشف في الكون الذي يحتوي على الحياة نتيجة خصائصه وجوه الفريد من نوعه والذي يختلف في تركيبه عن باقي كواكب الكون بأكملها، فنشأت الأرض قبل ما يزيد على 4.5 مليار سنة بينما نشأت الحياة عليها قبل مليار، ووجد الإنسان على الأرض بعد ذلك بكثير، فيقدر البعض وجود الإنسان على الأرض بعشرة آلاف سنة فقط، فلهذا يعتبر عمر الإنسان قصيرا جدا إذا ما قارناه بعمر الأرض والكائنات الحية عليها.
تشكلت الأرض خلال تشكل المجموعة الشمسية أي قبل 4.6 مليار سنة، بعد حدوث الانفجار العظيم بحوالي 9.2 مليار سنة؛ إذ يقدر العلماء حدوث الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة، فبعد تكون الشمس بقيت خلفها كتلة من الغبار والغازات على شكل قرص وهي ما تعرف بالسديم الشمسي، فتكونت الأرض نتيجة فقدان هذا السديم شيئا فشيئا للحرارة وازدياد سرعة دورانه، وبالتالي بدأت كتل مختلفة بالتكون منه وهي كواكب المجموعة الشمسية، وبدأت هذه الكتل بالتقلص شيئا فشيئا ومن ضمنها الأرض، وتكونت على شكل كتل صلبة أيضا نتيجة دورانها حول نفسها، واستمرت هذه الكتل بالدوران حول الكتلة السديمية المركزية المتبقية والتي كونت الشمس فيما بعد.
وقد استمرت عملية تكون الأرض من السديم مدة قدرها العلماء ما بين 10 إلى 20 مليون سنة، فبدأت الأرض التي كانت عبارة عن كتلة منصهرة بالبرود شيئا فشيئا، ابتداء من القشرة الخارجية للأرض والتي كونت اليابسة وقيعان المحيطات، أي القشرة المعروفة حاليا، وبدأت المياه بالتكون في الغلاف الجوي للأرض، وعندها اصطدم جرم سماوي بحجم عشرة بالمئة من الأرض بها، فتناثرت أجزاء منه خارجا في الفضاء، في حين استقرت بعض أجزائه في مدار الأرض مشكلة القمر.
كانت الأرض في بداية تكونها نشطة، فكونت البراكين في تلك الفترة غلاف الأرض الجوي الأساسي، وتكونت بعدها المحيطات نتيجة تكثف المياه في الغلاف الجوي، وفيما بعد تكونت القارات في الأرض، وتم وضع نظريتين لتكون القارات، ولكن الأرجح للصواب بحسب العلماء هو أنه حدث تطور سريع ومبدئي للقشرة الأرضية تكونت من خلاله القارات ومن ثم حصل تكون ثابت عبر الزمن استمر إلى الوقت الحالي، ويقدر ذلك الوقت على مدى مئات الملايين من السنين.
بعد تكون القارات أعادت التجمع مرة أخرى لتكون قارة رودينيا والتي تعتبر واحدة من أقدم القارات على سطح الأرض قبل 750 مليون سنة ومن ثم تفرقت القارات وتجمعت مرات أخرى لتكون قارات أخرى حتى أصبحت القارات في النهاية على ما نعرفه حاليا، وتعتبر جميع هذه نظريات مختلفة لتكون الأرض، وقد وجدت أيضا بعض النظريات الأخرى لتشكل الأرض.