الصحابة هم الأشخاص الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- فترة بعثته، وكانوا معه وقت أن كان الإسلام ضعيفاً، وبعد أن قويت شوكة الاسلام، فقد كان لهم الدور البارز في نصرة الإسلام وانتشاره وارتقائه، فقد كانوا في القتال الجنود الأقوياء، وقد كانو في الدعوة الرجال الأوفياء، وقد كان لهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- صولات وجولات في نصرة الحق وسحق الباطل، قال -صلى الله عليه وسلـم- فيهم وفي صنف منهم هم أصحابه من الأنصار : "لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق" .
والصحابة هم الذين آمنوا بدعوة محمد -صلى الله عليه وسلـم-، وكانوا له خير السند ونعم الرفقة، وكلمة الصحابة مأخذوة من الصحبة، ومعناها الرفقة الذين رافقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، ولفظ الصحابة يطلق على الذين آمنوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، وعاشوا على ذلك، وماتوا عليه -أي الإسلام- .
وقد كان هناك الكثير من الفتاوي التي تتحدث عن أمر سب الصحابة -رضوان الله عليهم جميعاً-، فقد انتهج أهل السنة نهج حب الصحابة، وحب من يحبهم، وعدم بغض أحد منهم، وذهبوا إلى بغض أي أحد يبغضهم، ويعتدي عليهم بالقول ونحوه .
وقد قال علماء أهل السنة بعدم سب أحد من الصحابة، وعدم الاعتداء على أحد منهم بقول، أو غير ذلك بما يقدح بأحد منهم ؛ وذلك لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- قد قال في هذا الشأن: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل جبل أحد ذهباً، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه"، وقد ذكر هذا الحديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلـم- في صحيح البخاري، وفي هذا تحريم واضح من رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- من الاعتداء على صحابته بالسب والشتم، أو الانتقاص من قدرهم، أو غير ذلك من الأمور التي تقدح فيهم، وفي اخلاصهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، وعملهم من أجل الاسلام وأهل الاسلام .
أما عن الذين يقومون بالاعتداء على صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- بالسب والشتم، فقد اختلف علماء أهل السنة في تكفيرهم ؛ وذلك لأن هناك درجات متفاوتة في سب بعض الناس للصحابة، فمنهم من يقوم بسب آحاد من الصحابة، ومنهم من يقوم بسبهم جميعاً، ومنهم من يقوم بسب من لم يذكر شيئاً من فضلهم، ومنهم من يسب من ذكر في فضله الكثير في السنة .
أما كثير من العلماء فقد ذهبوا إلى تكفير من يقوم بسب الصحابة، فإن كان قد سب أحداً من الصحابة من الذين لم يذكر من فضلهم نص في القرآن أو السنة، فقد اعتدى على ما لم يعرف من الدين بالضرورة، وأما إن كان قد سب من ذكروا في القرآن أو السنة، فقد أنكر نصوصاً واردة عن الله أو عن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، وفي هذا اعتداء يسبب الكفر، ونحو ذلك. فسب الصحابة في الغالب يكفر صاحبه، ويوجب عليه حد الردة .
