بدايةً تقول: بأبي وأمي أنت يارسول الله، قال تعالى: [النبيُّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم] نَعَم والله أنت يارسول الله أولى من أرواحنا، ومن أبنائنا، ومن أمهاتنا، بل رقابنا وأرواحنا فداء لقدميك الشريفتين.
إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو من جاء بالإسلام، وعلّمنا الدين للوصول إلى طريق الهدى فاسمع عزيزي القارىْ قول النبي (صلى الله عليه وسلم) "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين".
فمن هذا المنطلق نعلم سر حب الصحابة للرسول (صلى الله عليه وسلم) فالمواقف التي كانت تصدر منهم من حب وفداء؛ تدل على حب أبدي لا يمحيه الدهر ولا الزمان، عندما أخبر الرسول عن خروج قريش لقتالهم في بدر، فقال له سعد بن معاذ كلمات وعبارات لاتنسى: "يارسول الله قد آمنا بك، وصدقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق فامض بنا لما أردت، فوالله لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، وما تخلف منا رجل واحد" ففرح النبي بهذا الكلام وظهر السرور في وجهه.
ومن الجدير بالذكر موقف الصحابية التي أتي بأبيها، وأخيها، وزوجها، شهداء من المعركة فقالت: أين الرسول (صلى الله عليه وسلم) قالوا: بخير فقالت لهم حتى أراه، قالوا: هاهو هناك، فذهبت له وقالت: كل مصيبة بعدك هينة يارسول الله فلم تهتم إلى مصيبتها بحجم ما لو أن الرسول هو الذي قد مات فكل شيء هين دون موت النبي.
وكان من أشهر مواقف الفداء، موقف علي بن أبي طالب يوم الهجرة، فقد نام في فراش النبي، حتى تظن قريش أنه نائم ويظلوا في انتظار الوقت المناسب لقتل النبي، فلما دخلو ليضربوه ضربة رجل واحد؛ وجدو علياً ينام مكانه وكان مازال فتىً في مقتبل العمر.
ولاننسى موقف أبوبكر الصديق يوم الهجرة، عندما كانت الناقة تسير بالرسول (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر يسير تارة على يمين النبي، وتارة على شماله، خوفا من أي خطر يداهمهم.
وهاهي الصحابية نسيبة بنت كعب، عندما اشتدّ القتال، والتفّ جيش الكفار من خلف الجبل على المسلمين، أخذت تقاتل وتدافع عن الرسول بجسدها وتضرب بسيفها، وتحرض ولدها قائلة يابني قم فاضرب القوم، فقال لها النبي: "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة"، وظلت تجاهد حتى قتلت في سبيل الله.
وها هو بلال عندما كان يحتضر، سمع زوجته تقول: "واحزناه"، فقال لها بل قولي"واطرباه" غداً نلقى الأحبة محمدا وصحبه.
أيها الأحبة، إن الله يأمر بالثبات على دينه، ويأمر بالثبات على حب النبي، والإمتثال إلى أوامره، والإقتداء به، زيدوا تعلقاً بالنبي، زيدوا حباً للنبي، هو الذي قال: "المرء مع من أحب يوم القيامة" فوالله إنّا نحبك يا رسول الله، والله إنّا نحبك يا حبيب الله، إنّا نحبك ياسيد الخلق أجمعين.