خلقنا الله تعالى و يعرف أننا إنسان مخلوق ضعيف قد يخطأ و قد يرتكب ذنوباً ، و قد ينحرف عن المسار الصحيح فيبتعد عن الله ، و يرتكب المعاصي الصغيرة و الكبيرة ، و لكن المسلم المؤمن بالله تعالى ، مهما ابتعد عن الله تعالى و انحرف مساره في الدنيا ؛ فإنه يستيطع الرجوع إلى الله تعالى وقت ما يشاء ، فالله يقبل التوبة من عبده المذنب ، و لا يقفل أبوابه سبحانه و تعالى في وجه عباده ، رحمةُ و عفواُ منه الكريم الغفور .
فالله تعالى أخبرنا بأن رحمته واسعة كبيرة تشمل جميع الخلق و العباد ، و أنه سبحانه و تعالى يغفر الذنوب جميعاً و لو بلغت عنان السماء و زبد البحر ، إلا الشرك فيه سبحانه و تعالى لا يغفره أبداً . أما باقي الذنوب و إن كثرت ، فلو أقبل العبد على الله تعالى يطلب التوبة و المغفرة ، فالله تعالى لا يرده خائباً صفر اليدين ، بل يقبل توبته سبحانه و تعالى ، و يغفر ذنبه ، و يسمح على قلبه بنوره ، و يشرح صدره للحق و الصواب .
فالمؤمن و إن أذنب لا يحمل نفسه فوق طاقته ، و ييأس من رحمة الله ، و بأنه الله تعالى لن يقبل توبته ؛ بل يذهب إلى الله بقلبه و كل جوارحه يطلب الرحمة و المغفرة . فيقبل على الطاعات ، فيكثر من الصلاة ، داعياً في صلاته مغفرة الله ، يصوم لله تعالى . يستغفر الواحد الأحد ، ويكثر من الاستغفار . يخرج الصدقات في سبيل الله ، يمسحح على رأس يتيم .
يداوم على الأذكار الصباحية و المسائية و أذكار اليوم الشاملة ، يلجأ إلى كتاب الرحمن ( القرآن الكريم ) ، و يكثر من تلاوته و تدبر معانيه ، و العمل بآياته في حياته . يقم في ليله يصلي لله تعالى ، فيقيم ليله داعياً الله تعالى ، باكياُ له ، خاشعاً قلبه للرحمن الرحيم .
إنّ الله تعالى أكرم من أن يرد عبداً آتاه تائباً يطلب مغفرته ، فلا تيأسوا من الرحمن و لا تحملو أنفسكم فوق طاقاتكم ، فالله خالقنا يعرف ضعفنا و يفتح لنا رحمته و لا يفقل في وجهنا باب التوبة له مادام العبدُ ذهب إليه و رجع له طالباً مغفرته . قال الله تعالى : . " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ "