يلجأ بعض الناس ممن تضطرهم المواقف إلى اثبات صدقهم أو إلى اعطاء الوعود بحيث ان هذه الوعود لا تترك ذلك التأثير ونتائج أو المكانة في قلب من تعطى الوعود له، و من هنا فإن الشخص الأول ( الذي يعطي الوعد ) يضطر إلى تقديم دليل على صدق قوله أو ضمانة لمن يتحدث إليه، و في حال عجز عن تقديم دليل مادي يضطر إلى الالبحث عن دليل أو قول آخر ليؤكد فيه على صدقه، عندها يلجأ إلى الحلفان بالله عز و جل، كأن يقول و الله او أقسم بالله و ما إلى ذلك من الحلفان، و في حال لم يصدق هذا الإنسان في حلفانه او بالوعد الذي أعطاه او باليمين الذي عقده على لسانه، فهنى قد وقع في الإثم و وجبت عليه الكفارة، و هذا التعظيم الشديد لموضوع الحلفان نابع من الله ليس ألعوبة – حاشاه من ذلك – بين يدي ابن آدم، و الله لا يستخدم للتهرب من المواقف الصعبة التي بمر بها هذا الإنسان. لهذا فكل من حنث بيمينه ( الحنثان باليمين هو عدم الوفاء بما عقد اليمين لأجله ) يتوجب عليه إخراج الكفارة التي تغطي على الحنث باليمين و تمحوه.
وردت كفارة اليمين في القرآن الكريم، قال تعالى: ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) سورة المائدة، الآية 89 .
كفارة اليمين محددة شرعا و هي بالترتيب اطعام عشرة من الجوعى الفقراء أو كسوة عشرة من العراة الفقراء و إعتاق رقبة، و هذه الكفارة معطلة حالياً بسبب عدم وجود رقاب لتعتق، و إطعام عشرة من الجوعى يكون بإعطاء كل واحد منهم ما مقداره نصف كيلو جراماً ( و هو المد بحسب الموازين المتداولة قديماً ) من الأرز أو من الطحين ، و إن أراد أن يدفع ثمن هذه الكميات فله ذلك بحسب المختصون بالعلوم الشرعية، فإن عن عجز عن هذه الثلاثة طرق ووسائل المختلفة، وجب على الإنسان ان يصوم ثلاثة أيام كصيام أيام رمضان من ناحية الامتناع عن الأكل و الشرب و الجنس و هي الغرائز الإنسانية الأساسية، و من ناحية النية.