اليمين
هي القَسَمُ والحِلْفَان ، ولا يجوز أن تكون إلا بالله لأنه يعد شكلاً من أشكالِ الشرك ، وكفارتهُ النطقُ بشهادةِ التوحيدِ بأن يقول (لا إله إلا الله ) ، مع عدم العودة للحلفان بغير الله .
أنواع اليمين
يُقْسَمُ اليمين إلى ثلاثةِ أقسامٍ كما ورد نَصُهُ في كتاب الله عز وجل:
يمين اللغو
هي التي تَصدر عن الإنسان على الحلفان بأمر من غير قصد ، أو على أمر حدث في الماضي ، ولم يَصِحُ فيهِ إعتقاده ،ولا كفارة لها ، ولا يٌؤاخذُ على حالفه ، وذلك من قوله تعالى لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ .
يمين الغموس
هي التي يحلف بها صاحبها على أمر قد مضى كذبا مع علمه به ، لهضم حقٍ ، أو أكلِ مالٍ ، وهي من أبواب الفسق ، وتعد من أكبر الكبائر ،وسميت غموسا لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم ،وذلك من قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، وليس لها كفارة ، ويجب التوبة عنها بتحقيق شروط التوبة من ندم واستغفار والنية لعدم العودة لمثل هذا ، و بِرَدِ الحقوق لأصحابها إن هُضِمَ بها حق .
يمين المنعقدة
هي التي تُعقَدُ بالقلب على فعلٍ في المستقبل ، من غير تعليق بمشيئة الله عز وجل ، فإن كانت خيراً فعلها ، وإن رأى خيرا منها ، كفر عن يمينه وأتى الذي هو خير ، ويشترط لوقوعها بأن يكون صاحبها مكلفا غير مكره ، وقاصداً على أمر ممكن في المستقبل ، مع الإنتباهِ لأحكامِ الطلاق في هذا الباب .
كفارة اليمين
هي ما يُقَدِمهُ العبد بين يدي الله ، كتغطية عن إثم ارتكبه ، وهي واجبة في حق من حنث بيمينه ، مُخيرُ بإخراجها قبل الحنث بيمينه أو بعده ، مع الأخذ بعين الإعتبار قدرته وعدم عجزه عنها ، فالواجب يَسقُطُ بالعجزِ عند الأداء ، وقد جاء تفصيلها في قوله تعالى {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ، فهو مخيرٌ بينَ الإطعامِ بأي طريقة يراها صاحبها من وسط حلاله فالعبرة بالمقدار لا العدد ، حيث يجوز له أن يخرج لخمسة مساكين ، بأن يكون نصيب كل مسكين وجبتين في اى ترتيب زمني يراه مناسباً، وبين والكسوة ، وبين والعتق ، مع الأخذ بعدم إخراجها نقداً إلتزاماً بالنص القرآني إلا لمقتضى شرعي.