الصلاة
إن الصلاة عمود الدين ومن أهمّ العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين ولا يجب التهاون فيها؛ لأنّها فرض عين على كل مسلم القيام بها حتى لو كان مريضاً، فقد أعطى الإسلام هذه الفئة رخصة تُتيح لهم الصلاة وهم جالسون وحتى لو كان الجلوس صعباً فيصلّيها المريض وهو نائم ولو بعينيه عليه الصلاة، والصلاة تُريح القلب وتبعد الهم والغم عن صاحبها كما تزيد وجهه نوراً ولهذا كلّه وجب على من فاتته صلاة أن يُصلّيها في اى وقت يذكرها وهذا ما سنقوم بشرحه إن شاء الله.
كيفيّة قضاء الصلاة
إنّ قضاء الصلوات الفائتة أمر حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قد يتعرّض الإنسان لمواقف تمنعه من أداء الصلاة في وقتها منها النسيان والنوم، وفي هذه الحالات يجب أن يُصلّيها الشخص عندما يتذكّرها وبالترتيب فعلى سبيل المثال إن فاتت على الشخص صلاة الظهر وأتى موعد صلاة العصر وكان هناك وقتاً كافياً يجب أن يصلي الظهر أوّلاً ومن ثم صلاة العصر، وهذا وفقاً لما ورد في الصحيحين عن أن المشركين في غزوة الخندق شغلوا الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته عن أداء الصلوات فما كان منهم إلا أن قاموا بقضائها بالترتيب، ولم يرد في السنة أن تُصلّى الصلوات في غير ترتيب، وصلاة العصر لا تُصلّى بعد غروب الشمس بل يقوم الشخص بقضائها فقد ورد أن سيدنا عمر بن الخطاب كان قد انشغل في سبّ المشركين حتى اقتربت الشمس من المغيب وهو لم يكن قد صلى العصر وقال للرسول عليه الصلاة والسلام ذلك فرد الرسول عليه " والله ما صليتها " فقام وتوضأ وصلى العصر وبعدها المغرب.
قضاء الصلاة لمن كان لا يصلي
هذا بالنسبة للإنسان المُداوم على الصلاة ونسي إحداها ولكن تكثُر الأسئلة حول الشخص الذي لا يُصلي فهل عليه قضاء الصلوات عن السنوات التي لم يُصلي بها أم لا؟
في البداية يجب توضيح أنّ المذاهب الأربعة اختلفت في كون الشخص الذي لا يُصلّي مسلما أم كافراً وقد اعتبر الأغلبية أنّه كافراً حتى وإن كان سبب ترك الصلاة تكاسلاً من الشخص ولم يقصد الشرك أو الكفر، ولهذا يجب عليه التوبة وكأنّه يدخل الإسلام من جديد، ورأت هذه الفئة من الفقهاء أنّه يجب أن يقوم بقضاء الصلوات الفائتة عن السنين الماضية قدر استطاعته، ويكون قضاء الصلوات في أيّ وقت من اليوم ولكن بالترتيب، وهناك رأي آخر يقول بأن من ترك الصلاة ليش كافراً وعليه التوبة والالتزام بالصلاة مع ضرورة قضائها حسب استطاعته إلا إذا كان الشخص يعرف عدد الأيام والشهور التي كان تاركاً فيها صلاته ومهما بلغت ذنوب المسلم فالتوبة النصوح سوف تمحو ذنوبه ولو أتاه الموت فسوف يموت مغفوراً له بإذنه تعالى.